الرئيسية آراء وأقلام ما الذي جعل حزب الكتاب ينسحب من الحكومة الجديدة؟

ما الذي جعل حزب الكتاب ينسحب من الحكومة الجديدة؟

Professional Image Designer1570208241237.png
كتبه كتب في 4 أكتوبر، 2019 - 5:58 مساءً

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

على بعد أسبوع أو أقل من تشكيلها قرر المكتب السياسي لحزب علي يعتة الخروج من الحكومة الجديدة المقبلة والاشتغال من قواعد المعارضة كما فعل لأكثر من 50 سنة.

قرار حزب الكتاب هذا،لم يرضي الكثير من المناضلين داخل الحزب،وحتى أعضاء المكتب السياسي،فهذا سعيد الفكاك، عضو المكتب السياسي،يرى أن الأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله قدم العديد من المبررات للإنسحاب من الحكومة و التي لم يقتنع بها ، منها عدم انسجام الأغلبية و عدم تماسكها و غياب النفس الديمقراطي ،مضيفاً أن نفس المبررات كانت في عهد حكومة بنكيران و لم يتخذ الحزب آنذاك قرار الإنسحاب.

نفس الشيء يراه الكثير من أعضاء اللجنة المركزية،الذين اعتبروا الخروج في هذا الوقت بالذات ،ضربة قوية لقواعد الحزب،وتراجع عن خيارات سبق أن تبناها المكتب السياسي في كثير من المناسبات،خاصة وأن الزمن السياسي لم يعد يحتمل التواجد خارج الأغلبية،التي أعطت للحزب نفسا جديدا وفرصة للوقوف بعد تعثره في مناسبات كثيرة ترجمت بتراجع سعبيته في الانتخابات الأخيرة.

متتبعون للشأن السياسي المغربي،اعتبروا خروج حزب التقدم والاشتراكية تحصيل حاصل،فبنعبد الله فطن أن العثماني لن يمنحه أكثر من منصب وزاري واحد،وهذا سيجعله في ورطة أمام مناضلي الحزب ،وحتى أمام الشارع المغربي،الذي ألف أن يرى حزب الكتاب في مكانة سامية الى جانب الأحزاب التقليدية الأخرى.

ويعتقد الكثيرون ،أن حزب التقدم والاشتراكية لن بقوى على مسايرة طموح التجمع الوطني للأحرار،الذي تعود على لعب دور الطفل النجيب داخل الأغلبية الحكومية،خاصة وأن كل القراءات تمنحه المرتبة الثانية بعد العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة،رغم أن أنصاره يرون أنهم الأجدر بترؤس حكومة 2021.

بنعبد الله قال في اجتماع للجنة المركزية أن حكومة العثماني أحدثت قطيعة مع تدبير الشأن العام ، مسجلاً وجود هفوات و سلبيات مرتبطة باحتلال المواقع ، و انتقادات على مستويات عديدة.

كلام ،رد عليه سعيد الفكاك كون بنعبد الله برر انسحابه من الحكومة المقبلة، بعدم انسجام الأغلبية و عدم تماسكها و غياب النفس الديمقراطي،وهذا ليس جديدا علينا،فمتى كان الانسجام داخل الحكومة؟ لو كان هناك انسجام لما تدخل جلاللة الملك وطلب بتعديل جديد.

مناضلوا حزب الكتاب،وجدوا أنفسهم خارج السرب،وعليهم الاستعداد للاستحقاقات المقبلة من موقع المعارضة،وهذا أمر سيرهقهم كثيرا،بل هناك من يرى ،أن هذه بداية نهاية حزب بنعبد الله ومرحلة بنعبد الله،خاصة بعد اقالته من الحكومة وتخلي العثماني عنه قبل سنتين من الاستحقاقات،وهو أمر جديد على مسؤولين بالمكتب السياسي ألفوا الاستوزار والمناصب العليا،والعودة للمعارضة تمثل بالنسبة اليهم ،العودة الى نقطة البداية ،رغم أن زعيمهم يقول أنها فترة ولن تدوم طويلا.

وحسب مسار الحزب داخل الأغلبية،يمكن القول،أن الخروج من الحكومة كان أمر محتوم،خصوصا،في ظل تباين الأفكار والمواقف،وانفراد جهة بالقرارات دون أخرى،وتغييب الحزب في محطات كبيرة،والتباعد الملحوظ بين بنعبد الله كأمين عام للحزب والعثماني كرئيس حكومة وأمين عام للحزب،خاصة في صراعه مع الأحرار،وهذا حسب مصادر من الأغلبية كان سببا في اتساع الهوة بين الرجلين وتدشين مرحلة جديدة سمتها التخلي واللامبالاة.

وبعد خروج بنعبد الله ورفاقه من الحكومة الجديدة،مع من سيمارسون المعارضة داخل البرلمان؟ هل سيدشنون مرحلة جديدة مع الاستقلال،الذي ينظم صفوفه في صمت؟ أم سيلجأ للبام الجريح،الذي يبحث بدوره غن منقذ يحافظ به على ماء الوجه في استحقاقات 2021؟

مشاركة