إنكبت في الاونة الاخيرة وسائل الاعلام بمختلف انواعها في توجيه الانظار الى ظاهرة التحرش و العنف ضد المرأة، لربما انطلقت الاشكالية مع صدور القانون المتعلق بالعنف ضد المرأة و التحرش و ماجاء في هذا القانون من تنزيل للاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل المغرب و التي تصدر التعبير عن إحترامها في ديباجة الوثيقة الدستورية ،هذا بالاضافة النصوص الصريحة التي تضمنت المساواة و مقاربة النوع و ما غير ذلك من النصوص الضمنية .
غير انه من الناحية الاجتماعية بدا للعموم ان بعض الوقائع التي تعرضت لها وسائل الاعلام و المواقع الاجتماعية بمثابة ظواهر دخيلة على المجتمع المغربي ،الا انه بالرجوع الى تاريخ الوقائع الاجتماعية بالمغرب نجد ان المغرب عرف ظواهر اشد مما تتناقله وسائل الاعلام بدءا بتاريخ مدن المغرب و التي كان البعض منها معروفا بالدعارة و كما يسميه المؤرخون الفرنسيين بمدن الدعارة او “الزهو”و التي تحولت فيها نساؤها بسبب المجاعة و الكوارث الطبيعية و الاستعمارية بباعة الهوى للجنود الفرنسيين و السنغال و الاسبان .
غير انه إذا كانت الظاهرة المذكورة أعلاه ،كانت بشكل ما محتشم فإن الجالية المغربية النسائية منها و التي تعيش بدول عربية و اسلامية يعشن الويل الاخلاقي كتجارة ،لذلك فاذا كانت للثقافة الجنسية خصوصيات بشكل عام فان خصوصية هذه التقافة في المغرب كانت محل دراسات لكن للاسف اعتمدت المنهج الوصفي و ليس التحليلي الشيء الذي جعل وسائل الاعلام و كذلك المواقع الاجتماعية ترتكز على نقل الوقائع الا ان هذه الوقائع هي معلومة مسلمة ان لم نقل اضحت بديهية سيما و انها واقع اجتماعي معاش .
في بداية التسعينات طفى الملف الاخلاقي للعميد تابت فأحدث ضجة ليس فقط وطنية و إنما دولية ،و قد أجمع رجال الشرطة القضائية و رجال القانون و حتى علماء الاجتماع على أنه لولا تصوير الضحايا ما تقدمت إحداهن بالتبليغ عن الافعال الاجرامية سيما و أنه في تلك الفترة كانت بداية للثورة المعلوماتية أمام بداية انتشار التقاط القنوات بالصحون (البرابول )و جهاز الفيديو بالمغرب الشيء الذي أرعب الضحايا .
و قبل قضية العميد تابت كان هناك قضايا معروضة أمام القضاء بشان الفساد و الاغتصاب و الاحتجاز و ما غير ذلك من الجرائم الاخلاقية الشيء الذي يؤكد ان هذه الظاهرة لا تستوجب و ضع اليد على القلب حين سماعها .
تناقلت بعد ذلك وسائل الاعلام و المواقع الاجتماعية حالات اغتصاب القاصرات و زنا المحارم و ما غير ذلك من القضايا ذات الرأي العام و التي استغرب لها الانسان المغربي بالرغم من انتشارها اليومي ليلا و نهارا .
لنطرح السؤال أين نحن و الاتفاقيات الدولية و مقاربة النوع و ماغير ذلك من تاصيل دستوري للنهوض بالمراة؟ الا يمكن القول أن ما نعيشه من حالات اغتصاب و فساد و خيانة زوجية و تحرش جنسي و النظرة المنفعية للمراة أضحى ثراتا و فكرا مؤرخا يستعصى بثره من العقل المغربي .؟ ألم يعد ما ينتجه الاعلام و المواقع الاجتماعية من حالات و صور ادأخلاقية تعد لقمة عيش أصحابها ؟تم ماذا عن أخلاقيات الصورة ؟
لما نجيب عن هذه الاسئلة بمنهج تاريخي و نقدي قد نصل الى نتائج تعفينا من قوانين واتفاقيات تلمع و( بجر الميم ) لا ترمم .
فقط للرأي…….

كتبه Aziz Benhrimida كتب في 30 مارس، 2018 - 11:49 مساءً
مقالات ذات صلة
16 ديسمبر، 2025
وجه في السياسة مع المستشار ادريس الغريسي ….لا للتحكم نعم لعدالة مجالية متوازنة ….
بقلم: حسن نطيرالوحيد الذي يرفع صوته عاليا في مجلس المنتخبين الكبار منتفضا في وجه لوبي الحمامة ضد التمييز والموالاة والمحاباة [...]
12 ديسمبر، 2025
حين تصبح الحقيقة جريمة: لماذا يهاجمون كل من ينصف أهل الرشيد؟
بقلم:ذ. عبد القادر برهوما تعرّضت في الأيام الأخيرة لوابل من الهجومات غير المبررة على خلفية نشر مقال تناول المشاركة المتميزة [...]
11 ديسمبر، 2025
الفاعل السياسي مقابل المقعد الصامت: حسن الشاديلي يحرك الملفات، وصلاح الدين أبو الغالي يغلق باب الرقابة
يعتبر الأداء البرلماني أحد الركائز الأساسية للممارسة الديمقراطية، باعتباره الأداة الدستورية التي تجسد تمثيلية المواطنين داخل المؤسسة التشريعية، وتضمن مراقبة [...]
10 ديسمبر، 2025
محمد أمين ترابي… خريج «الأخوين» الذي أعاد إلى مؤسسته روح المبادرة، وفتح أمامها آفاقاً جديدة بتدبير حديث ورؤية اجتماعية رصينة.
بقلم رشيد حبيل. يقول ونستون تشرشل: «إنّ مستقبل كل مؤسسة يُبنى حين يتقدّم أشخاص يملكون الشجاعة ليفعلوا ما هو صائب، [...]
