الرئيسية آراء وأقلام وجه في السياسة مع المستشار ادريس الغريسي ….لا للتحكم نعم لعدالة مجالية متوازنة ….

وجه في السياسة مع المستشار ادريس الغريسي ….لا للتحكم نعم لعدالة مجالية متوازنة ….

IMG 20251216 WA0064
كتبه كتب في 16 ديسمبر، 2025 - 8:00 مساءً

بقلم: حسن نطير
الوحيد الذي يرفع صوته عاليا في مجلس المنتخبين الكبار منتفضا في وجه لوبي الحمامة ضد التمييز والموالاة والمحاباة السياسية مطالبا بعدالة مجالية في توزيع المشاريع ،بين كافة الجماعات الترابية بإقليم الخميسات ،بعبارته الشهيرة، لا للتحكم ،انه السيد ادريس الغريسي، عضو المجلس الجماعي لحودران ومستشار بالمجلس الإقليمي ،الذي يخوض مواجهات شرسة مترافعا على منطقة حودران لجلب المشاريع وتحقيق التنمية المحلية ،ورغم تجربته السياسية الفتية ،إلا انه استطاع بفضل علاقته المتميزة مع محيطه الاجتماعي وموقعه السياسي جلب العديد من المشاريع التنموية ،بتعاون مع كافة مكونات المجلس وعبر القنوات السياسية وخاصة في حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية التي يقودها الأمين العام عبد الصمد عرشان بعدما غادر حزب السنبلة الذي لم يكن في مستوى تطلعاته.
قبل الخوض في انجازات المستشار ادريس الغريسي لابد أن نعود قليلا إلى الوراء لتسليط الضوء على سيرته الذاتية قبل ولوجه عالم السياسة ،ذلك انه كان من مؤسسي عدد من التعاونيات الفلاحية بمنطقة حودران ،بفعل انتمائه إلى الوسط القروي بدوار ايت الغازي ،وذلك سعيا منه إلى جمع شمل الفلاحين وانخراطهم في البرامج الحكومية المتعلقة بالقطاع ألفلاحي وضمان استفادتهم من مشاريع وزارة الفلاحة والصيد البحري، منها تعاونية ايقبريون ،وتعاونية ،عين حجر للتنمية والتضامن ،هذه الأنشطة التعاونية التي انخرط فيها ادريس الغريسي وما حققته من مكتسبات وعلاقاته الطيبة مع محيطه الاجتماعي منحه إشعاعا محليا مهما، خصوصا انه يتميز بأخلاق طيبة وصفات محمودة ،ما ساعده على توسيع دائرة أنشطته حيث انتقل بفضل الثقة التي يحظى بها في محيطه الاجتماعي إلى الانخراط في العمل السياسي وكانت أول تجربة له خلال استحقاقات 2015 ،حيث تقدم للترشح في الدائرة 11 تحت يافطة حزب الحركة الشعبية ،وواجه خصوما سياسيين وتحالفات من العيار الثقيل بزعامة النافذين نظير جمال بونهير ومصطفى موكول وحميد بالي وتمكن من انتزاع المقعد بفارق صوت واحد ،وخلال عملية تشكيل المكتب المسير بعد عملية الاقتراع، لم ينخرط ضمن الأغلبية، بل فضل الانضمام إلى صف المعارضة حيث كانت مقترحاته أقوى ورأيه مقبولا وشخصية تحظى باحترام كل الأطراف وتمكن خلال تلك الولاية من تحقيق عدد من المنجزات.
ادريس الغريسي الذي طفا اسمه الى سطح الساحة السياسية بشكل ملفت على صعيد الاقليم، لم يكن ذلك الشاب الذي انخرط في العمل السياسي من اجل كسب المال أو البحث عن النجومية، بل كان كل طموحه أن يرى جماعة حودران تتقدم على كل الواجهات سواء في مجال التشغيل أو على مستوى البنيات التحتية وفك العزلة عن الوسط القروي وفعلا تمكن من تحقيق مبتغاه حيث ترافع على عدد من الملفات وتحقق له ما يصبو إليه من أهداف حيث ساهم إلى جانب كل مكونات المجلس الجماعي لحودران في الولاية السابقة التي كان يرأسها جمال بونهير في انجاز العديد من المشاريع التنموية منها إصلاح الطرقات والإنارة والساحات العمومية ،وملاعب القرب بالمركز القروي وكذا إصلاح السوق الأسبوعي بجميع مرافقه وذلك في إطار اتفاقية شراكة بين الجماعة ووزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة والبيئة ووزارة المالية وهي الاتفاقية التي غيرت وجه المركز الجماعي لحودران الذي تحول من منطقة مهمشة يعلوها الغبار وتغزو طرقاتها الحفر ،إلى احد أرقى المراكز القروية بإقليم الخميسات من حيث الرونق العام الذي باتت تزخر به ومستوى النظافة الذي بلغته .
الغريسي لا يتوانى في الترافع عن منطقة حودران كل ما أوتيت له الفرصة حسب الزمان والمكان ،وتكللت مجهوداته باستفادة المنطقة من عدد من المشاريع التنموية المهمة خصوصا تلك المتعلقة بفك العزلة عن الوسط القروي من خلال المسالك الطرقية ولا يقتصر في تدخلاته على مستوى الجماعة بل يتقدم بمشاريع إلى كل جميع المؤسسات الشريكة مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تكلفت بتمويل ملاعب القرب ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية التي قامت بتأهيل المركز الصحي ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حيث تمكنت الجماعة من إضافة بعض الحجرات لتبلغ الإعدادية الثانوية مستوى الباكلوريا وكذا وزارة الداخلية التي مكنت الجمعة من تمويل عدد من المشاريع ذات الوقع الايجابي المباشر على السكان.
موازاة مع العمل السياسي انخرط ادريس الغريسي في المجال الجمعوي بكل قوة حيث أسس جمعية اولحبيب للتضامن والتنمية سنة 2015 وكانت أول جمعية بحودران تنظم المهرجان المحلي الذي بات تقليدا سنويا يستقطب آلاف الزوار من مختلف مناطق المغرب ومن الخارج أيضا بالنظر للإشعاع الذي يمنحه للمنطقة من خلال تنوع فقراته وتسويق المتميز للتراث اللامادي للمنطقة وخصوصا احيدوس والتبوريدة التقليدية والسهرات الفنية الامازيغية حيث تشارك عشرات الفرق والسربات في هذا الملتقى السنوي الذي عرف تطورا كبيرا منذ النسخة الأولى التي كانت من تمويل خاص للمستشار الغريسي قبل أن تدخل الجماعة على الخط لتعطي دفعة أقوى لهذا الموسم السنوي الذي أصبح يضاهي اكبر المهرجانات على المستوى الإقليمي والوطني .
أنشطة جمعية اولحبيب برئاسة السيد ادريس الغريسي لم تقتصر على تنظيم المهرجان ،بل حاضرة في كل المناسبات المحلية والإقليمية والوطنية كذلك ،فقد ساهمت بأنشطتها في التحسيس بأهمية الالتزام بالبرتوكول الخاص بالوقاية من جائحة كورونا كما قدمت مساعدات غذائية للأسر الفقيرة خلال تلك الفترة كما تقوم أيضا خلال فصل الشتاء بتقديم الإعانات والمساعدات للسكان المتضررين من البرد بالمناطق الجبلية ،عبارة عن مواد غذائية وألبسة وأغطية وأفرشة ،ولعل ابرز محطة كانت الجمعية حاضرة فيها تلك التي هب إليها كل المغاربة قاطبة بمنطقة الحوز بعد الزلزال العنيف الذي خلف خسائر مادية وبشرية وتسبب في تشريد الكثير من الأفراد والأسر حيث بادرت جمعية اولحبيب إلى تخصيص كمية مهمة من المساعدات لضحايا الزلزال ،تنوعت ما بين المواد الغذائية والإنسانية والأدوية وكانت الجمعية حاضرة لوقت طويل في سبيل تقديم يد العون للمتضررين من الزلزال بمختلف مناطق الحوز .
على صعيد الطفولة والشباب انخرط السيد ادريس الغريسي في عدة أنشطة لفائدة الشباب من خلال بوابة جمعية الطفولة الاجتماعية فرع حودران حيث نظم عدة مخيمات لفائدة أطفال المنطقة والشباب منها الانخراط في الجامعة الصيفية كما نظم عدة رحلات ومخيمات في مختلف مناطق المغرب منها وجدة ابن صميم ،الحوزية ،مهدية وأصيلا كما ينظم أنشطة دورية لتكوين الشباب في مختلف المجالات.
بعيدا عن العمل الجمعوي الذي لم نذكر من الأنشطة التي انخرط فيها الغريسي إلا ما قل ودل ،ونعود معه إلى العمل السياسي من بوابة المجلس الإقليمي خلال الولاية الجارية برئاسة بوشرى الوردي وبأغلبية تتشكل من حزب الحمامة والجرار وكما هو معلوم فهو معارض شرس للقرارات التي يراها لا تخدم المصلحة العامة وغالبا ما تستمد مداخلاته القوة من مصداقية العمل السياسي فهو يصادق بالإيجاب على النقط التي يراها في خدمة المصلحة العامة ولو بعيدا عن منطقته ويمتنع أحيانا حينما يتضح له أن لا فائدة في تصويته على أمور سياسية قد يسجلها عليه التاريخ في الصفحة الأخرى،وكان دائما يطالب بعدالة مجالية في توزيع المشاريع ويدعو إلى استقلالية قرارات المجلس الإقليمي من التبعية السياسية وإرضاء الأغلبية حيث ينظر إلى التنمية بمفهومها الصادق والحقيقي وفق الأولويات وما تمليه الظروف وما تطرحه شكايات وطلبات السكان للرفع من منسوب التنمية والرقي بالحياة الاجتماعية للمواطنين ،في كل من يندرج ضمن اختصاصات المجلس الإقليمي،بعيدا عن سياسات التحكم والمولاة التي أصبحت غير مقبولة ،فهو يشتغل وفق رؤية سياسية إستراتيجية تتماشى مع متطلبات الظروف الراهنة على اعتبار أن التنمية المحلية وتحديدا في المناطق النائية ،مرآة لمستوى العدالة المجالية والتوزيع العادل للثروة تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية ،خصوصا أن المغرب يعمل جاهدا لبلوغ درجات عليا من التنمية ليكون نموذجا يتحذى به في القرن الإفريقي وبحوض البحر الأبيض المتوسط وجعله واجهة عالمية متمركزة تربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب في إطار سياسية محلية وادوار إقليمية ودولية متوازنة تجعل من المملكة قطبا متميزات على الصعيد العالمي .

مشاركة