زلزال الخير والبركة:
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي
توقفت عن الكتابة والتعليق مند الخطابين الأخيرين لجلالة الملك اللذان كانا خطابي الغضب والتهديد والوعيد …. كنت انتظر ربط القول بالفعل …. وربط المسؤولية بالمحاسبة….
يوم أمس الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 قال جلالة الملك كلمته المدوية التي كان ينتظرها الجميع …. احدث أكبر زلزال مدوي في عهده الزاهر ….
اعفى ثلثة من الوزراء وغضب على مجموعة منهم ….
ربط للمسؤولية بالمحاسبة أصبح أي مسؤول مغربي مهما كان مركزه الاجتماعي يضع يده على قلبه طيلة تقلده للمسؤ لية ….اصبحت المسؤولية جمرة في يد صاحبها قد أحرقه في أية لحظة من اللحظات … أصبح المسؤول متهما مهددا إلى حين نهاية مهمته…..
كان بامكان جلالة الملك أن يضرب بيد من حديد غداة معضلة الريف فيقيل من أراد واعتقال من يشك فيه ….. الا ان جلالته أراد إعطاء درس للمغاربة في ربط المسؤولية بالمحاسبة….بعد تقرير مفتشي الداخلية والمالية جاء تقرير المجلس الأعلى للحسابات فكانت الضربة القاضية التي عصفت بشخصيات وأزنة لكي يعرف المغاربة أن الجميع سواسية امام القانون …. جلالة الملك لم يأمل باعتقال الوزراء المعفيين لان تقارير مفتشي الداخلية والمالية وتقرير رئيس المجلس الأعلى للحسابات لم تشر كلها الا ان هناك اختلاسات مالية وهذا ما يبرء دمة المعفيين والمغضوب عليهم …… جلالة الملك استعمل الفصل 47 من الدستور الذي يسمح له بإقالة أي وزير بعد ثبوت خطئه وبعد استشارة رئيس الحكومة وهذا ما حافظ عليه جلالة الملك ….اما المنتخبين وخاصة رؤساء الجامعات فان القضاء هو الذي يحق له إحالتهم بعد إحالة ملفاتهم عليه من طرف وزارة الداخلية …. أن عدم العمل بمبدأ المغفور له الملك الحسين الثاني القاضي ببقاء المسؤول لمدة لا تزيد على أربع سنوات هو السبب فيما نعيش فيه الان من تسيب واستهتار بالمسؤولية ….. فكم من مسؤول عشعش في منصبه لعدة عقود ولا احد يزحزحه ولا من يقول اللهم أن هذا منكر …….
لا تهمني أسماء من تم إعفائهم أو الغضب عليهم …. لان المغاربة كلهم سواء واذا مات مغربي أو تقاعد أو أقيل جاء مغربي آخر وهذه سنة الحياة…. المهم أن يعرف الجميع أن المسؤولية تكليف وليست تشريف وأنها لو دامت لغيره ما وصلته …… اتمنى مستقبلا أن لا ينحصر دور المجلس الأعلى للحسابات على تشخيص المرض وبتر العضو المريض بل يجب أن يشمل عمل المجلس مفهوم من اين لك هذا ….. كم من مسؤول تقلد المسؤولية وهو لا يملك قوت يومه و عندما يستغني عنه أو يتقاعد أو ينتقل إلى دار البقاء فإذا به يعد من أغنياء المغرب وهو طيلة فترة عمله لا يتقاضىالا راتبا قد يكفي بالكاد لمعيشته ودراسته أبنائه في البعثات الأجنبية أو في الخارج …. ففي بلدنا السعيد يصبح الموظف البسيط من أغنياء البلد بين عشية وضحاها …. والجميع يتباهى بوضعه الاجتماعي وهو يعرف في قرارة نفسه انه اكبر شفار في بلده واكبر خائن لله والبلد والملك…… نتمنى ان نرى هؤلاء المسؤولين يحاكمون في واضحة النهار يكفي أن يرجعوا ما سرقوه إلى خزينة الدولة يتم إطلاق سراحهم وعدم السماح لهم بتقلد أية مسؤولية الدولة مستقبلا ….. وهذا هو الموت البطيء في حقهم ……
ذهب الحمار بام عمر …..فلا رجعت ولا رجع الحمار ….
الوزراء المعفيين والمغضوب عليهم هم أغنياء آخر زمان يملكون شركات وأموال طائلة في الابناك في الداخل والخارج……. وأبعادهم عن السلطة تقاعد مريح لهم وفرصة ثمينة لاهتمام وأموالهم وشركاتهم الخاصة السرية والعلنية ……..فلا خير في دولة لا تطبق القانون على رعاياها …..ومن أراد أن يطبق مبدأ عفا الله عما سلف عليه أن يطبقه في ماله الخاص ……
بعد زلزال امس الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 دخل المغرب مصاف الدول المطبقة لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ….يتمنى الجميع أن يسود هذا المبدأ ليصبح قاعدة عامة ومجردة تسري على الجميع بدون استثناء …..
الزلزال الملكي المبارك سيزلزل اركان حكومة الدكتور سعد الدين العثماني وقد يقذف به في غياهيب الجب أن لم يحسن التصرف…..
الزلزال المبارك قد يكون نعمة لحكومة العثماني وقد يكون نقمة ….
نعمة اذا استغل الظرف لتقوية حكومته بإدخال حزب الاستقلال لضمان أغلبية مريحة وإبعاد الشيوعيين لانهم نشاز في حكومة بنكيران فمتى كان الشيوعي أخ لإسلامي الا في حكومة الداهية بنكيران ….!!!
وقد جائت الفرصة للعثماني من أجل وضع الأمور في نصابها ….. ( الاشارة الي البركةفي العنوان هو نزار بركة حزب الاستقلال الذي سيكون بركة على العثماني …)
.نقمة اذا تردد العثماني في اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب ….. وكم من نعمة في طيها نقمة والعكس صحيح . …
فاللهم احفظ العثماني من أصدقائه وخاصة بنكيران ومن يدور في فلكه اما أعدائه فهو كفيل بهم ……
نحمد الله على أمن بلدنا واستقراره وعلى ملكنا الهمام الذي يزلزل الأرض تحث ارجل البعض ليتعض الجميع
زلزال الخير والبركة

كتبه Aziz Benhrimida كتب في 29 أكتوبر، 2017 - 1:00 مساءً
مقالات ذات صلة
3 ديسمبر، 2025
وجه في السياسة :رشيد قدراوي عندما يجتمع الفن والرياضة بالسياسة والاخلاق
بقلم: حسن نطير يعتبررشيد قدراوي واحد من الوجوه السياسية التي سطع نجمها في عالم السياسة خلال السنوات الأخيرة رغم تجربته [...]
1 ديسمبر، 2025
أخنوش…خلاصة خطاب رجل يودع منصبه
بقلم: إيمان الفناسي حديث أخنوش بمدينة تيسة عن إنجازات الحزب وقوته كان سرياليا بكل المقاييس لقد أغفل أخنوش التطرق لكل [...]
30 نوفمبر، 2025
الإعلام المصري يبالغ في تضخيم أحداث مباراة الجيش الملكي والأهلي… وتاريخ الملاعب يفضح ازدواجيته
بقلم: عبد السلام اسريفي يصرّ جزء من الإعلام المصري، ومعه بعض الصفحات المأجورة على مواقع التواصل، على النفخ في الأحداث [...]
29 نوفمبر، 2025
مشروع القانون التنظيمي 53.25 المتعلق بمجلس النواب: تعميق “تخليق” الحياة الانتخابية
ذ/ عبد اللطيف أيت بوجبير محام تشكل مصادقة لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة والشؤون الإدارية على مشروع القانون [...]
