صوت العدالة
من السهل تشييد البناء نظريا، لكنه من الصعب حقا توليفه وتنظيم هياكله واقعيا ليصير في موقع المبادرة والمشاركة الفعالة، مع تأطيره بنخب وكفادات لها وزنها ومشهود بقوة الموقف وجرأة المبادرة والعطاء والتميز.
الجمعية المغربية للنساء القاضيات، واحدة من المؤسسات الرائدة،والجمعيات المهنية القضائية التي اختارت ان تفرض ان تجد لنفسها موطئ قدم داخل داخل الفضاء المؤسساتي، لتقدم نفسها كقوة اقتراحية وتنظيمية، وكمشارك وفاعل لا يمكن تجاوزه على الاطلاق. حضور الجمعية بشكل بارز في كل المحطات الوطنية كان كافيا ليعكس ارادة النخب النسائية، وتفاعلها الاني مع كل المستجدات.
سنوات مرت على التأسيس.. انجازات تحققت وخطوات فعلت ومبادرات وجدت طريقها الى التفعيل، فكان حضور المرأة بالسلك القضائي امرا لا يمكن نكرانه، حضور يعكس الطموح في تعزيز مكانة النخب من النساء الرائدات لإنجاح اوراش العدالة. وهو الامر ذاته الذي سعت من خلاله الجمعية لتحقيق انجازات وفق ارادة ثابتة ورؤية واضحة.
ما اشبه اليوم بالامس..سنوات مرت على تأسيس القلعة الصامدة، والتي اختارت الاستاذة عائشة الناصري، رئيسة الجمعية المغربية للنساء القاضيات ان تنقش بمداد الفخر هذه المحطة البارزة، لتصنع الحدث، وتؤسس لمنطلق جديد مغاير تماما لواقع الماضي المعاش، فانطلقت الجمعية من قوة مشاركة الى مبادرة كقوة اقتراحية، الى مساهمة في التفعيل العملي والاجرأة الفعلية.
ذكرى التأسيس.. ذكرى لاستحضار عزم الهمم، ودقة التخطيط ووضوح الرؤى، هي ذكرى للتأمل في مسار نخب استطاعت ان تدير دواليب التغيير عبر تحقيق انجازات وتفعيل اوراش، ووضع لبنة صلبة للنهوض بالعديد من القضايا المؤرقة، وتعزيز حضور المرأة المغربية، وكذا ضمان موطئ قدم داخل المجتمع كطرف فاعل مؤثر.
والملفت للنظر ان تأسيس الجمعية المغربية للنساء القاضيات هي مبادرة فريدة من نوعها، حيث تعتبر الأولى من نوعها في المغرب والدول العربية بشكل عام، لأنها جاءت بطعم نسائي صرف، اختارت ان تحدوا حدو المؤسسات والمنظمات الرائدة، وتكون نواة للنخبة بالمغرب.. اختير لها ان تكون قلعة صامدة بلامنازع تحت مسمى الجمعية المغربية للنساء القاضيات..والتي تحمل مشعل رئاستها اليوم الاستاذة عائشة ايت الحاج وكيلة الملك بالمحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء
