الرئيسية آراء وأقلام المثقف الحقيقي في ميزان التاريخ

المثقف الحقيقي في ميزان التاريخ

FB IMG 1592234458208.jpg
كتبه كتب في 4 يوليو، 2020 - 1:29 مساءً

بثلم:ذ.نور الدين بوصباع/ شاعر وكاتب

ليس من المفروض أن يحمل المثقف الرصاص ويخوض غمار المعارك على الجبهات مع العسكر، ولكن من المفروض أن يحمل مشروعا فكريا متنورا وطليعيا ويسعى من خلاله إلى فضح وتغيير قواعد اللعبة.
المثقف العضوي والملتزم ليس هو بأي حال من الأحوال المثقف السوكولائي والأكاديمي أو مثقف السلطة الذي يبرر الاستمرارية ويهلل للاستغلال والتبعية. المثقف العضوي هو من نذر نفسه للتغيير والمطالبة بالقيم الإنسانية الكبرى لجميع الناس.
المثقف الحقيقي هو من يجعل من فكره ومعارفه رأسماله الحقيقي فلا تغريه المساومات ولا يغير رأيه بريق المنصب أو الامتياز، وهو من يصدح بالحقيقة ولو واجه عنف السلطة و تخاذل الجمهور والرعاع.
المثقفون الحقيقيون مخلدون وإن حاولت السلطة قتلهم او نفيهم أو طمس آثارهم أو تسفيه أفكارهم، هم ولو بعد ينهضون من رمادهم وينبعثون من رمادهم كرموز حقيقية وليست مزورة، من منا من لم يسمع عن سقراط الذي واجه الإعدام والحلاج الذي واجه الصلب، و محمود أمين العالم الذي لم يكترث بالسجن، ونيتشه الذي رمي بالجنون، و حسين مرة و مهدي عامل وفرج فودة وغسان كنفاني الذين اغتيلوا بسبب أفكارهم ضد التعصب والطائفية والاستعمار، وكثير من المثقفين الحقيقيين الذين كتبوا أسماءهم بمداد من ذهب.
الحقيقة التاريخية والموضوعية أن الكثير من الأسماء التي نتداولها اليوم ونفتخر بما قدمته للبشرية من قيم فكرية ونضالية لن نجد بينها مثقف سوكولائي أو مثقف سلطة متزلف، بل نجد فيها المثقفين الذين تمردوا وتخطوا و لم يسايروا السلطة الحاكمة في نمطيتها وفي سلوكها المتمسك بالاستمرارية.
المثقفون أصبح المشاريع الثقافية اليوم في عالمنا العربي والإسلامي أصبحوا قلة قليلة والذين كانت تحضنهم مجلة الوحدة وغيرها من المجلات الوازنة بالمقارنة مع الغرب الذي لازال المثقف في صلب المعركة وأذكر مثلا ناصعا نعوم تشومسكي الذي لازال ينظر ويكتب ويخوض معارك ضد الرأسمالية و استئساد الرأسمال.
نورالدين بوصباع

مشاركة