الرئيسية حوار وضعية الأمازيغية في الإعلام العمومي

وضعية الأمازيغية في الإعلام العمومي

امواااس.jpg
كتبه كتب في 28 يونيو، 2018 - 5:56 مساءً

عبدالواحد بومصر: صحافي ومترجم أمازيغي

حاورته: وهيبة ايت زري

 

_ ما رأيك في وضعية الأمازيغية في الإعلام العمومي؟

لا بد من الإشارة إلى أن مساهمة جل الفعاليات والإطارات الأمازيغية  في هذا الحوار الوطني تقوم على خلاصة النقاشات والمقاربات التي ما فتئت تخصّ بها الإعلام الوطني في إطار العديد من الندوات والتظاهرات المختلفة ، وكذا انخراط العديد من المؤسسات في عمليات الشراكة مع وزارة الاتصال وتفاعلها مع القطاعات المعنية بالشأن الإعلامي الأمازيغي بالمغرب .
لا بد من الإشارة أيضا إلى أن الإعلام الوطني، باعتباره من دعامات ووسائل النهوض بفكر التنوّع الثقافي واللغوي ببلادنا، والإسهام في بلورتها وترسيخها وتملّكها من قبل المواطنين المستهدفين بالنشاط الإعلامي بمختلف وسائله ومنابره.

نشير أيضا إلى أن الإعلام الوطني لا يجب أن يكون أداة لتكريس الأحادية اللغوية أو الثقافية. وبالتالي لا يمكن لإعلامنا الوطني أن يكون رافعة للسياسة الوطنية في مجال النهوض بالبعد الأمازيغي في هويتنا الثقافية الموسومة بالوحدة في التعدّد والتنوّع.

إن الإعلام العمومي في نظرنا لم يصل بعد إلى التصوّر الوطني والمواطن لدوره في تكريس فكرة النهوض بالتنوّع اللغوي والثقافي، والحفاظ عليه كمصدر لدمقرطة المجتمع.

يتجلّى ذلك في الحيّز الضيق والمحدود للثقافة الأمازيغية في منابر الإعلام الوطني بمختلف منابره السمعية والبصرية والمكتوبة. ومن ثمّ فإن الدور المنوط به في تحسيس الجمهور بهذا المعطى يبقى دون المطلوب.

هذا النقص يرجع  إلى ضعف التأهيل وقصور في المهنيّة وإلى ضعف تكوين العاملين في القطاع في هذا المجال الثقافي والحضاري، مما يؤدّي إلى إعمال مقاربة تتسم بالسطحية وغياب العمق كلما تعلق الأمر بالبعد الأمازيغي في الثقافة والفنون الأمازيغية.

 

_ هل البرامج الأمازيغية ترقى لتطلعات المواطن الهوياتية الفكرية الثقافية والترفيهية؟

كما تمت الإشارة إليه فيما سبق أي أن الإعلام العمومي لم يصل بعد إلى التصوّر الوطني والمواطن لدوره في تكريس فكرة النهوض بالتنوّع اللغوي والثقافي، والحفاظ عليه كمصدر لدمقرطة المجتمع، أريد أن أشير إلى أن هناك برامج أمازيغية ساهمت وما زالت تساهم في تثقيف شريحة واسعة من المجتمع سواء الأمازيغي أو غيره، سواء البرامج الفكرية الثقافية أو الترفيهية رغم قلتها باللغة الأمازيغية .

القناة الأمازيغية بمقارنتها مع باقي القنوات المغربية يمكن أن أقول أنها تسير في الطريق الصحيح رغم أن الأمر يتطلب جهودا مضاعفة من أجل إرضاء تطلعات المواطن الهوياتية الفكرية الثقافية و أيضا الترفيهية .

 

_ هل البرامج الأمازيغية التي تبث بقنوات القطب العمومي متساوية مع برامج اللغات الأخرى سواء من حيث كلفة الإنتاج ومن حيث الجودة؟

جميع قنوات القطب العمومي المغربي لها دفاتر تحملاتها التي يجب عليها احترامها وتطبيقها ففيها حيز مهم للغة الأمازيغية ، إلا أن القليل من القنوات هي التي تقوم بتطبيق واحترام دفاتر تحملاتها .

من حيث كلفة الإنتاج لا يمكن أن نقول أنها متساوية هذا راجع إلى الريع الإعلامي والسياسة الإقصائية التي ينهجها بعض المسؤولين والمنتجين.

فيما يخص البرامج الأمازيغية التي تبث بقنوات القطب العمومي فإنها هي الأخرى تعرف عدة اختلالات وتعيش وضعية لا تتساوى فيها مع برامج اللغات الأخرى، و أن كلفة انتاج البرامج الأمازيغية هي أقل بكثير من نظيراتها، ومدى مراقبتها ومتابعتها.

وأيضا مسألة الترجمة وكلفتها المختلفة بين الترجمة للعربية والترجمة للأمازيغية، هذا فضلا عن ظروف اشتغال العاملين في الاعلام الأمازيغي التي لا تقارن بظروف اشتغال العاملين في الاعلام غير الأمازيغي، حيث أن وضعية المستخدمين بالإعلام الأمازيغي لا تشجع على الإبداع والابتكار.

 

_ ما رأيك في موجة الانتقادات التي وجهت للإنتاجات الأمازيغية وخاصة مسلسل “تدرت الحنا”؟

فيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت مؤخرا لبعض الانتاجات الأمازيغية يمكن أن اقول أنها ستعطي أكلها في المستقبل، لأن الانتقاد يقوم بتثمين العمل إذا كان انتقادا بناءا وفي المستوى المطلوب.

هناك موجة انتقادات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا حول مسلسلات رمضانية وفتح نقاش عمومي حولها من أجل العمل مستقبلا على تجاوز تلك العثرات التي لا يسلم منها اي منتوج تلفزي سواء باللغة العربية أو الأمازيغية أو غيرها.

 

_ برأيك من المسؤول عن مستوى الذي وصلت إليه البرامج الأمازيغية؟

أرى أن مستوى الإنتاجات التلفزية الأمازيغية تتطور بشكل جيد مقارنة مع نظيراتها  رغم أن هناك بعض العثرات والثغرات شأنها شأن باقي الإنتاجات الأخرى.

إلا أنه يجب الإشارة إلى أن المسؤول الأول عن الوضعية التي يراها البعض بالضعيفة من حيث الإنتاج يرجع أساسا إلى شركات الإنتاج التي تسهر إلا على ملئ جيوبها على حساب هذه البرامج الأمازيغية. وكذلك ضعف التكوين في المجال الإعلامي الأمازيغي  داخل معاهد الصحافة بالمغرب. إضافة إلى احتكار بعض الشركات للعديد من البرامج الأمازيغية دون الأخذ بعين الاعتبار الرفع بالتنوع الثقافي الذي يعرفه بلادنا.

وكشف التقرير الذي قام به المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، عن الوضع المتردي الذي تعيشه الأمازيغية في الإعلام العمومي، حيث أفاد أن بعض قنوات الاعلام العمومي لا تحترم دفتر التحملات كالقناة الثانية التي لم تدرج في طلبات عروضها أي برنامج باللغة الأمازيغية، وكذا قناة ميدي 1  التي ما تزال تصك آذانها عن كل ما له علاقة باللغة الامازيغية ضمن باقة برامجها، والأمر عينه يقال عن قنوات الرابعة والرياضية والعيون الجهوية والمغربية والسادسة.

مشاركة