الرئيسية ثقافة وفنون مشتل المسرح الجامعي في المغرب يكرم في أرض المغرس

مشتل المسرح الجامعي في المغرب يكرم في أرض المغرس

WhatsApp Image 2024 07 05 at 01.44.52.jpeg
كتبه كتب في 5 يوليو، 2024 - 10:42 صباحًا

تعيش الدار البيضاء من الفترة الممتدة من 1 إلى  7 يوليوز فعاليات الدورة 36 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، هذا المهرجان الذي تعيشه مدينة الدار البيضاء لفترة تقترب من العقد الرابع تلتقي في الزمان والمكان شبيبة العالم للحوار وتلاقح الثقافات؛ لذا نرى أن النتائج والمنجز مشرعان لعدة فتوحات، ولعل أهمها ما يرتبط بتراث الذاكرة والمحكي المهرجاني بفرجاته وفعالياته وعلاقاته الإنسانية والإبداعية الأمر الذي يدعونا أن نوثق لهذا المكسب الفني والثقافي والمسرحي تحديدا والمرتبط بالجامعة المغربية والمنفتح على العالم وعلى تجاربه التي تواكب التحولات، من هنا يأتي منجز الدكتورة فوزية الأبيض، التي كانت طالبة بكلية الآداب بنمسيك في سنوات الإجازة وهي الفترة التي كان ميلاد هذا المهرجان بهندسة العميد المؤسسة الدكتور حسن الصميلي الذي عين عميدا لهذه الكلية في زمن تأسيسها سنة 1984، وراهن على الفعل الثقافي تحديدا وفي سنة 1988 كانت الانطلاقة الفعلية للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الذي كان فكرة منبثقة من أسئلة المرحلة بشكل تلقائي، إذ كان العالم يبحث عن ذاته في تحاور من الأسئلة الأيديولوجية والمطلب الفني والتقني، سيما وقد خرجنا لتونا من سنوات الستينيات والسبعينيات التي أثرت في مرحل ما بعدها والتي عرفت عدة إرهاصات شبابية وطلابية عالمية عنوانها التغيير في كل شيء في البنية والتصور والرؤى.

 على مستوى الوطني، جاء المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء ونحن نبحث عن الهوية المسرحية هل نقول المسرح المغربي أم نقول المسرح في المغرب، سيما وسنة 1984 عرفت عقد آخر مهرجان لمسرح الهواة، الذي يعد مدرسة المسرح المغربي الأولى، والذي يقام أنه أغتيل أو حورب، ومن الباحتين من صرح أنه استنفد رسالته. في ظل هذه الأسئلة كان ميلاد المسرح الجامعي جوابا على أسئلة أخرى من جانب آخر، فإذا بالجواب يرد على كثير من الأسئلة، المسرح الجامعي أراد أن يغرس المسرح في الحرم الجامعي لصالح الطالب ومستقبله، وأن يطل به على الذات والآخر، لكنه وبشكل تلقائي عوض الغياب ولم يعلن نفسه بديلا بل واصل التجريب المسرحي واستقبل فعاليات مسرح الهواة من أساتذة في جامعات مغربية وطلبة وهواة، وبدون تخطيط أجاب على أوراق المناظرة الوطنية للثقافة المغربية التي أقيمت سنة 1986 بتارودانت المغرب، والتي تساءلت عن المسرح الذي نريد والثقافة والفن الذي نريد، وبضربة تاريخ بعد توقف مهرجان مسرح الهواة سنة 1984، وتأسيس كلية بنمسيك سنة 1984، والمناظرة الوطنية بتارودانت 1986، وتأسيس تجارب مسرحية مختلفة ومؤسساتية تأسيس مسرح اليوم 1987انطلاق الدراسة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بدء من سنة 1984، ميلاد القناة الثانية 2M سنة 1989 كلها إرهاصات وأرضية ساعدت على تأصيل المغرس الطبيعي لمشتل المسرح الجامعي، المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء.

انطلق المهرجان بصدمة فرجته وانفتاحه وجديده وتواصله مع كل المسرحيين من محترفين وهواة ودارسين وطلبة، وتأسست المحترفات المسرحية بالجامعة المغربية، التي كانت لبنة هامة في المهرجان إلى جانب فرق تمثل معاهد وجامعات من العالم، وبذلك تأسس تلاقح الثقافات وحوار شبيبة العالم، كان العقد الأول صدمة على عدة مستويات حرك الفاعلين والممارسين والمسؤولين والبنيات التحتية والمطالب التكوينية وكان النداء بالدرس المسرحي في الجامعة المغربية، والنتيجة تعدد المهرجانات بتيمات مختلفة على المستوى الوطني، وانطلاق تخصصات في تكوينات مسرحية عبر نظام (L M D) في جل الجامعات المغربية، بل إن طلبة الذي انطلقوا من المهرجان، هم الآن في واجهة المسؤوليات الثقافية والفنية والإعلامية، وضمنهم الدكتورة فوزية الأبيض، التي تعد نتاج هذه المغرس، لذا من الطبيعي أن تعد مشتلا للمسرح الجامعي في المغرب، بكتاب صرحت لحظة مناقشته بمكتب السيد العميد بحضور وازن نوعي لطلبة وباحثين وإعلام مغربي، وحضور تواصلي للأستاذ سميرة الركيبي، نائب السيد العميد في البحث العلمي، وكأن التوقيع للكتاب يعلن أن احتفاء بمجز ميلاده  في هذه الكلية ومن أعده نتاج لهذه الكلية، حاورها السيد العميد الأستاذ إبراهيم فدادي، بأسئلة محورية على الأرضية المنطلق ومرحلتها تم سألها عن تقييمها لمنجز العقد الأول، في مقاربة مع 26 سنة الأخرى، فصرحت الأستاذة فوزية الأبيض، أن الاستمرارية هي أهم ما يميز هذا المهرجان لكون ومواصلة رسالة لكل الأجيال، وعبرت أن الدافع الذي جعلها تعد هذا الكتاب هو أن تساهم في توثيق ذاكرة لتجربة مختلفة تخرج منها أجيال وأترث في جيل بأكمه.

مشاركة