بقلم: انس خالد/صوت العدالة
تقدر الإحصاءات أن المغرب يشهد ولادة 600 رضيع سنويًا مصابين بالتثلث الصبغي 21، أو متلازمة داون، من بين 600 ألف عملية ولادة. مع أكثر من 60 ألف مغربي من مختلف الأعمار يعانون من هذه الحالة، تواجه الأسر تحديات كبيرة في تقديم الرعاية المناسبة لأطفالها المصابين بالإعاقة الذهنية.
في هذا السياق، يلعب “مركز صفاء النفسي التربوي للأطفال المعاقين ذهنياً” في مدينة وجدة دورًا حيويًا في دعم هؤلاء الأطفال ودمجهم في المجتمع. تأسس المركز في عام 2005 ضمن إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما يجعله أحد المؤسسات الرائدة في مجال دعم وتأهيل الأطفال المعاقين ذهنياً.
يقدم المركز خدمات متنوعة تشمل التربية الخاصة والتعليم والتأهيل المهني، مثل ورشات صناعة الحلويات والبستنة وصناعة الشموع، حيث يتعلم الأطفال مهارات عملية تساعدهم في تطوير قدراتهم وتعزيز استقلاليتهم. بالإضافة إلى ذلك, يحرص المركز على توفير الدعم الاجتماعي والتربوي لتعزيز فرص الأطفال في الاندماج في المجتمع والحياة اليومية.
لتعزيز فرص الأطفال في سوق العمل، قامت جمعية صفاء بتأسيس تعاونية “شموع صفاء”، التي تهدف إلى تدريب الأطفال في مجال صناعة الشموع وتسويقها. وقد أثمرت هذه المبادرة عن مشاركة الأعضاء في معارض جهوية ووطنية، مما ساهم في توسيع نطاق فرصهم للتواصل مع المجتمع واكتساب الخبرات العملية.
تعمل هذه الجهود المشتركة على تمكين الأطفال ذوي الإعاقة من تحقيق حياة أفضل وتسهيل اندماجهم في المجتمع. من خلال الدعم المستمر والالتزام بتقديم خدمات عالية الجودة، يشكل “مركز صفاء النفسي التربوي للأطفال المعاقين ذهنياً” مثالًا على كيف يمكن للمؤسسات الاجتماعية تقديم الدعم اللازم للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولية وإنصافًا.
