السؤال الذي يدور في أذهان المتتبعين للشأن العام القاسمي وعامة الساكنة،هوماذا يريدون؟
ماذا يريد هؤلاء السياسيون الكذابون؟ ماذا يريدون من ساكنة تعاني التهميش،ولا يفكر فيها إلا مع اقتراب كل موعد استحقاقي؟ ماذا يريد هؤلاء من ساكنة لم تجد بعد ضالتها أو من ينتشلها من البؤس والحكرة التي عمرت طويلا؟ ماذا يريد هؤلاء من استفزازتهم لمشاعر ساكنة تواجه وباء عالميا ب”البركة”؟ ماذا يريد هؤلاء من ساكنة اختلطت عليها الأمور، ولا تدر من تصدق ،وإلى من تلجأ وإلى من تشتكي ظلم ذوي القربى من السياسيين أبناء البلدة ياحسرة!؟
لم يكن في الحسبان أن يضرب كورونا بهذا الحجم،ويخلق هلعا كبيرا في نفوس الجميع،من علية القوم إلى ابسط مخلوق يمشي في الأسواق كأيها الناس،فيروس ديمقراطي وذو عزة نفس،الديمقراطية المفقودة في كل احزابنا،وعزة نفس من لا يسأل الناس إلحافا،لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يستغل البعض من هؤلاء ،هذه الجائحة ليحقق مآرب، قد لا يبلغها اذا ما حصده كورونا، فرياح هذا الفيروس أسقطت أوراق التوت عن عورات هؤلاء، أوراق ظلت لخمس سنوات تقاوم الوهم الذي يسوقون له، أوهام مضللة بخطاب، تارة يساري –تجاوزا- وتارة محافظ، وهذا هو السائد،وتارة أخرى إسلاموي يلعب على الحبلين، لاندري من نصدق، وأيهما يريد النفع لهذه المدينة وساكنتها؟ اختلطت الأمورعلينا، وبات علينا قبل الوقوع في المحظور، مراجعة المراجعة التي تمت قبيل2015 بقليل.
سياق الحديث نابع مما وقع ،والكل تجند لمحاربة كورونا، فبقدر ما عبنا على من دغدغوا مشاعرنا بخطاب ديني، وسميناهم تجار الدين، وبنفس التذمر على خطاب يساري لم يبلغ الرسالة مقصدها، بقدر ما نعيب على من يستغلون، من هؤلاء وأولئك، هذه الجائحة، فسخروا بلطجيتهم في أحياء تعتبر خزانا انتخابيا بامتياز، لتوزيع قفف ومساعدات ليست من جيوبهم ، يختارون أتباعهم أو من هم مستعدون لدخول دائرتهم أو قل مستنقعهم،إنهم ببساطة، تجار المآسي بكل المقاييس.
لا يتقبل عاقل ما حدث،أو ربما لازال يحدث سرا ،ولما لا علانية في بعض الأحيان،في صورة تعبر حقيقة عن المستوى الحقيقي لتجار الدين وتجار المآسي،لا هم لهؤلاء إلا تلميع صورة باهتة أصلا،فأيها السادة، عفوا ،يا قادة البؤس السياسي الغارقون في الأوهام،لقد تغير الوضع،وتبدلت المنطلقات،وسقطت أمام أعين المواطن القاسمي كل شعاراتكم،وخطاباتكم، ولم يعد ممكنا تضييع الوقت،أو قل الفرصة مرة أخرى للتصالح مع التاريخ، فبمثل ما كان التكتل والتضامن والتآزر،لهدم “الصنم” ،بمثل ما تستوجب الساعة المرتقبة، حمل المعاول لهدم “الصُنَيم”،حتى لا يتغول علينا، نحن بسطاء هذه البلدة، الذين عليهم أن يطووا سجل هؤلاء، كما طوى البعض منهم سجلات القصر البلدي لسنوات، وهم اليوم يمنون النفس ألا تفتح مرة أخرى،أنتم مسؤولون أيها القاسميون، ومن ضربته يده لايبكي ،والمؤمن لا يلدغ من الحجر مرتين.
فلن نسمح لكم مرة أخرى ، حتى لو أطلقتم بلطجيتكم علينا،لأننا نؤمن بأن المجرم “البلطجي” ضروري في حياتكم، مثل الأوكسجين الذي يلتهمه كورونا، وأنكم تبحثون على الإثارة في صفحات الروموت كنترول ،كما هو ضروري الشريف والنبيل والطيب من أبناء مدينتي،مثقفون إعلاميون فنانون، لا تنطل عليهم حيلكم، لكن ما ليس ضروريا أو مؤكدا ،هو اللعب بمشاعيرالقاسميين، سنطوي صفحة الأمس واليوم، صفحة تهريب التغيير، وصفحة تزييف الشعارات، وسنفتح صفحة الانعتاق من براثين العهدين، فلاشيء يعود من الموت إذا مات، فأنتم ميتون سياسيا، وغذا إذا ما حاولتم بعث الأمل أو روحكم، لن تجدوا من ينفخ فيها لأن موتكم رمزي ومادي، ولن تعودوا إلا أشباحا في ذاكرة هذه المدينة، ذاكرتنا جميعا،والتي لن تعيد الموتى إلى الحياة.،لأنها ليست ذاكرة ضعيفة بل موشومة.
أن يستغل هواة السياسة الوضع الحالي لكسب أوراق انتخابية،قد نبلغها أو لا،فتلك قمة العبث،”كونو تحشمو”،من يريد مساعدة الناس لتجاوز هذه المحنة ،ما عليه إلا أن يتصدق وبإحسان من جيبه،لا بميزانية الدولة التي اصلا أموال الشعب،وأن يحفظ –إنسانيا- كرامة المتصدق عليه،أما “شوفوني” فتلك تفاهة روتيني اليومي.
ختاما وبتصرف، استسمح الدكتور حسن نجمي بهذه العبارات”..هو دمكم أية فصيلة،فأنتم لا تتعبون،لا تستحيون،لا تخجلون…توجدون في كل مكان ،في التلفزيون،في المهرجانات والحفلات،..وتوجدون في كل شيء، فاخرجوا من أعيننا،أخرجوا من زماننا،أخرجوا منا…”
ملحوظة:بعد أن عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي،عن تذمرهم من استغلال بعض السياسيين وخاصة بعض رؤساء جماعات حضرية وقروية،الظرفية الحالية التي فرضها فيروس كورونا،عبر تسخير مواليهم واتباعهم لتوزيع القفف،تدخل السيد الحبيب ندير عامل اقليم سيدي قاسم،عبر بلاغ ،محذرا كل من يستغل ذلك لأغراض سياسية،وأن المساعدات ستشرف على توزيعها السلطات المحلية لمستحقيها،قاطعا بذلك الطريق أمام تجار المآسي.