الرئيسية آراء وأقلام كرة القدم…بين الترفيه و الترويج لإيديولوجيات سامة

كرة القدم…بين الترفيه و الترويج لإيديولوجيات سامة

IMG 20220615 WA0292.jpg
كتبه كتب في 15 يونيو، 2022 - 11:40 مساءً

أميمة بونخلة

فئة عريضة من الناس تعتقد أن الرياضة و خصوصا محبوبة الجماهير الأولى”كرة القدم” هي مجرد وسائل للترفيه،لكنها لم تكن كذلك على مر التاريخ و لن تكون،ودليل ذلك  محاولة بعض الفرق الأجنبية التطبيع مع المثلية كالمنتخب الأمريكي و قبله فريق   PSG  الفرنسي،و قليلا ما تجد لاعبا من هذه الفرق يعارض،مما يعرضه لعقوبات من إدارة الفريق و هجوم للجماهير المتطرفة ،كاللاعب السنغالي المسلم إدريسا غاي الذي حظي بتضامن واسع بعد الهجوم الكبير الذي تعرض له إثر غيابه عن مباراة فريقه الفرنسي باريس سان جيرمان بالدوري المحلي تجنبا لارتداء قميص لدعم المثليين،الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن مفهوم الحرية التي يروج لها الغرب،وإن كان يقول بالحرية فلماذا يفرض على لاعبين من أوساط دينية و ثقافية مختلفة التطبيع مع إيديولوجيات لا تناسبهم،في الوقت ذاته الذي ينادي فيه بحرية الأقليات !؟ تناقض كبير يتخبط فيه الغرب وهو يحاول التضييق على ديانة مقابل فرض احترام أقليات معينة.

الأطفال و المراهقون من خصائص المراحل العمرية التي ينتمون إليها أنهم يتخذون من بعض لاعبي كرة القدم و الفن..نماذج يحاولون تقليدها في اللباس،تسريحة الشعر،الكلام ،وحتى نمط العيش،لذلك لا يستقيم في عصر كثرت فيه المغريات و ازدادت فيه شعبية كرة القدم أن نطلب منهم أو نفرض عليهم عدم مشاهدة كرة القدم أو الإعجاب بلاعب،إنما من ضرورات المرحلة أن يقوم المربي بتأطير هؤلاء الأطفال من خلال توجيه أنظارهم و إعجابهم إلى لاعبين تتوفر فيهم شروط معينة، من قبيل حسن الخلق و الوازع الديني الذي يجعلهم قادرين على حماية أنفسه من المغريات وسط عالم كله فتن.

و لنا ولله الحمد نماذج للاعبين مسلمين يشهد لهم بذلك من جنسيات مختلفة،كاللاعب المغربي المحترف في دولة فرنسا زكرياء أبو خلال،وقبله المصري أبو تريكة،والسنغالي ساديو ماني،ولنا في كل دولة نموذج،استطاعوا أن يمثلوا الإسلام و المسلمين خير تمثيل خصوصا في المجتمعات الغربية ،رغم صعوبة الثبات في تلك المجتمعات التي إما أن تجعلك تحيد عن الطريق المستقيم أو على الأقل تجعلك غير قادر على الاعتراض و التعقيب،خصوصا في دولة كفرنسا.

وسط بدون منظومة قيم أخلاقية تحكمه و توجهه،هو عالم من التناقضات، لا صوت فيه يعلو على صوت المال ونشر الأفكار الشاذة،مما يستوجب أن يتعاون كل من يصبو لحماية أبنائه من الانسياق وراء هذه الأفكار وتبنيها،على تنمية الفكر النقدي لدى الأطفال وترسيخ وازعهم الديني،و إلى حينها من باب الأولويات توجيه أنظارهم إلى فئة تتوفر فيها الشروط اللازمة.

مشاركة