انس خالد- صوت العدالة
في مدينة السعيدية، حيث يُفترض أن يعيش السكان في أمان واستقرار، تقف عمارة مشيدة بمواد بناء مغشوشة كرمز للإهمال وشبهة الفساد. هذه البناية التي أُثبتت هشاشتها تُهدد بالانهيار في أي لحظة، ما يجعلها خطرًا يحيط بالسكان، خصوصًا الأطفال الذين يلعبون يوميًا بالقرب منها، دون أي تدخل حاسم من الجهات المعنية.
القضية تعود إلى استخدام مواد بناء دون المستوى المطلوب في تشييد هذه العمارة، ما جعلها غير قادرة على تحمل أي ضغط إضافي، سواء من العوامل الطبيعية أو غيرها. ورغم أن الموضوع لا يزال في يد القضاء للفصل فيه، إلا أن الوضع الميداني يتطلب حلولًا فورية للحفاظ على سلامة المواطنين.
تجمع الأطفال يوميًا أمام هذه العمارة، حيث يلعبون ويقضون وقتهم دون علم بالخطر الذي يحدق بهم، يزيد من مأساوية الموقف. فالعمارة المهددة بالانهيار ليست مجرد بناية، بل قنبلة موقوتة قد تتحول إلى كارثة إنسانية في أي لحظة.
الجهات المسؤولة في السعيدية تواجه تساؤلات كبيرة حول تقاعسها في التعامل مع هذا الخطر. لماذا لم تُتخذ إجراءات احترازية لتسييج المنطقة ومنع الاقتراب منها؟ وهل يجب انتظار وقوع الكارثة حتى تتحرك الجهات المعنية.
لحماية أرواح السكان والأطفال، نطالب بما يلي:
- إخلاء المنطقة المحيطة بالعمارة فورًا لضمان سلامة السكان.
- تسييج البناية ووضع لوحات تحذيرية تمنع الاقتراب منها.
- التسريع في إجراءات القضاء لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتورطين في بناء هذه العمارة المغشوشة.
- فتح تحقيق شامل في مشاريع البناء الأخرى للتأكد من مطابقتها للمعايير.
إلى جانب دور السلطات، يجب على أولياء الأمور في السعيدية توعية أطفالهم بمخاطر اللعب بجانب الأماكن الخطرة. كما أن للمجتمع المدني دورًا كبيرًا في الضغط على الجهات المسؤولة للتحرك السريع وتفادي وقوع الكارثة.
ما يحدث في السعيدية ليس مجرد قضية بناء مغشوش، بل درسًا قاسيًا يعكس ضعف الرقابة وغياب المسؤولية. فهل تتحرك السلطات قبل فوات الأوان، أم أن حياة السكان ستظل في مهب الريح؟