بقلم سكينة محمد لحلو
احتضنت سينما ال Ritz بالدار البيضاء؛ يوم أمس الخميس 19 أبريل 2018؛ على الساعة السابعة مساءا؛ العرض ماقبل الأول لفيلم “المطلقة” من إخراج رشيد العروصي؛ ومن بطولة الممثلة الشابة ابتسام كمال و الممثل ياسين أحجام، وبمشاركة عمر السيد ومحمد مشموم ومصطفى هنيني وسعاد خيي ومحمود بالحسن وحفيظة خيي ومحمد حراكة وعبد الواحد الموادين ورشيدة السعودي ولبنى الشكلاط رفقة آخرون.
وتدور أطوار هذا الفيلم المتميز، والتي اختزلها المخرج في ساعة و 25 دقيقة، حول قصة شابة اسمها ياسمين، وهي امرأة اختارت الإنفصال عن زوجها اللامسؤول؛ لكونه مدمنا على لعب القمار و شرب الكحول؛ ولكونه لا يحترمها في عقر دارها؛ حيث يقوم باستدعاء أصدقائه لجلسات سكر حميمية في أوقات متأخرة من الليل وبشكل يومي.
يحملنا رشيد العروصي؛ من خلال هذا الفيلم، إلى خبايا عالم ينبذ المرأة المطلقة ويحملها المسؤولية كاملة؛ ويضيق الخناق على حريتها الشخصية؛ عوض أن يوفر لها الدعم الكافي لتجاوز تجربة زواج فاشلة مرت بها؛ و في أغلب الحالات، رغما عنها. فعبر شخصية ياسمين؛ يحكي خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي؛ جزءا من معاناة المرأة المطلقة داخل المجتمعات العربية عامة والمجتمع المغربي بشكل خاص.
ياسمين تحصل على الطلاق لتدخل؛ رغما عنها وللمرة الثانية، في دائرة من الألم والخوف؛ حيث تصطدم بأفكار قديمة لمجتمع لايرحم، وتوجه إليها أصابع الإتهام حتى من أفراد أسرتها؛ لتجد نفسها بعد ذلك وسط واقع يفرض نفسه بكل المقاييس؛ واقع تتلقى فيه نظرات حقد قاتلة؛ وتعامل فيه بعنف كلما كان الخطأ بسيطا، واقع يملأها بأحاسيس الندم ويجعلها عبرة لغيرها من النساء؛ حيث يدعوهن؛ بطريقة غير مباشرة، للتفكير مرتين قبل اتخاذ قرار مماثل؛ ولتقبل الزوج مهما كان وضعه؛ والتعايش معه حتى في ظروف تسودها الإهانة.
القصة تتطور مع رغبة ياسمين في البدأ من جديد ودخولها في علاقة حب جمعتها بطبيب شاب لم يسبق له الزواج؛ قرر التقدم لخطبتها ليفاجئ برفض تام من طرف أسرته، ووالدته على وجه الخصوص؛ التي رفضت بشكل قاطع أن يرتبط ابنها بامرأة مطلقة وأم لطفل؛ فاعتبرتها بذلك مسؤولية عن فشل زواجها الأول، واعتبرتها مذنبة وليست ضحية.
معاملة قاسية من المجتمع وأفراد العائلة دفعت ياسمين إلى قبول عرض للزواج من رجل بعمر والدها لأسباب واضحة و مقنعة قد لا نحتاج إلى إعادة ذكرها؛ أسباب أجبرت ياسمين على التفكير بطريقة ما تعيد لها الإعتبار داخل المجتمع وتعفيها من نظراته و معاملات أفراده؛ لتتحول بذلك آمالها إلى جماد حتى إشعار أخر.
وقد صرح هذا السيناريست المغربي المتألق لجريدة صوت العدالة؛ أن ظروف العمل كانت جيدة للغاية؛ وأن قصة الفيلم حقيقية، وليست من نسج الخيال. وأضاف قائلا: “أتمنى أن يساهم العمل في كسر الصورة السلبية عن المرأة المطلقة في مجتمعنا”.
للإشارة ففيلم «المطلقة»؛ الذي سيعرض بجميع القاعات السينمائية المغربية ابتداءا من 25 أبريل الجاري، هو أول فيلم سينمائي طويل للمخرج رشيد العروصي، الذي عرف كباحث في السينما وككاتب سيناريو محترف لعدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الناجحة؛ وهو من تمويل شركة شكيب فيلم بتعاون مع شركة يوشتة فيزيون.