شهدت جماعة سيدي عيسى بن سليمان، صباح اليوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، مسيرة احتجاجية حاشدة شارك فيها العشرات من سكان الدواوير التابعة للجماعة، وذلك في اتجاه مقر عمالة إقليم قلعة السراغنة، للمطالبة بإيجاد حل عاجل ومستدام لأزمة العطش التي تضرب المنطقة منذ سنوات، وتزداد حدّتها مع حلول فصل الصيف.
وجاءت هذه الخطوة التصعيدية في ظل تفاقم معاناة الساكنة مع انقطاع الماء الصالح للشرب، وغياب أي بوادر فعلية لحل هذه الأزمة الخانقة التي مست حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، ألا وهو الحق في الماء.
احتجاجات مستمرة ووعود متبخرة
وتعيش جماعة سيدي عيسى بن سليمان، إلى جانب جماعات أخرى بالإقليم كالعطاوية، تملالت، وارگي، الصهريج، وأولاد خلوف، على وقع أزمة عطش حادة، أدت إلى موجة من الغضب الشعبي عبر وقفات ومسيرات وعرائض احتجاجية متكررة خلال السنوات الماضية، دون أن تجد هذه المطالب آذانًا صاغية، حسب ما جاء في بيان صادر عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعطاوية – تملالت.
وأكدت الجمعية أن الساكنة سئمت من الوعود المتكررة، التي لم تترجم إلى إجراءات عملية على أرض الواقع، مما زاد من تأزيم الوضع، خصوصًا مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وتزايد الضغط على الموارد المائية بالمنطقة.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدخل على الخط
وفي بيان للرأي العام، عبّر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعطاوية – تملالت عن تضامنه الكامل مع المحتجين، معتبرا أن الحق في الماء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ومكفول بموجب القوانين الوطنية والمواثيق الدولية التي صادقت عليها المملكة.
وجاء في البيان:
“إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نعلن تضامننا التام مع ساكنة دواوير سيدي عيسى بن سليمان، ونطالب السلطات المحلية والإقليمية والوطنية بتحمل مسؤولياتها الكاملة في معالجة هذا الملف، وفق مقاربة شمولية تحفظ كرامة المواطن وتضمن عدالة مجالية في التزود بالماء.”
دعوة لحلول جذرية
كما طالب المكتب المحلي للجمعية، الذي يرأسه الناشط الحقوقي سعيد الفاضلي، بضرورة اعتماد حلول جذرية بدل المعالجات الظرفية والترقيعية، مشددًا على أن معالجة أزمة الماء يجب أن تتم عبر استراتيجيات فعالة تشمل توسيع الشبكات، وحسن تدبير الموارد، ومشاريع الربط الجماعي والفردي في إطار العدالة الاجتماعية والبيئية.
صيف ساخن واحتقان متصاعد
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق وطني وإقليمي يشهد تنامي التوترات الاجتماعية بسبب أزمة الماء، خاصة في المناطق القروية والجبلية، حيث يؤدي ضعف البنية التحتية وندرة الموارد إلى معاناة يومية للأسر، ويضع السلطات أمام امتحان توفير الحاجيات الأساسية للمواطنين.
ويُنتظر أن تثير هذه الخطوة الاحتجاجية الجديدة ردود فعل رسمية، خصوصًا بعد المسيرة التي وصفت بـ”الإنذارية” والتي جرت تحت حرارة مرتفعة، ما يبرز عمق الاستياء الشعبي وغياب الثقة في الحلول المؤقتة.

