تقرير/صوت العدالة
منذ أسابيع تعيش اسرائيل على وقع أزمة سياسية داخلية , جراء وصول الحكومة التي يقودها نفتالي بينيت الى النهاية بفعل فقدانها للأغلبية جراء الخلافات السياسية بين مكوناتها فيما يجمع رؤساء الائتلاف السياسي الذي يقود حكومة تلأبيب بأن المخرج يكمن في حل الكينسيت والدعوة إلى انتخابات مبكرة والتي يرى فيها نفتالي : “القرار السليم الذي سيمكن اسرائيل من مواجهة ما أسماها بالفوضى القانونية العارمة , حيث صرح في هذا الصدد أيضا لابيد الذي يتوافق الى حد التماهي مع نظرة نفتالي للأزمة خلال الندوة الصحفية بتلأبيب يوم أمس قائلا :” يجب أن لا نسمح لقوى الظلام بتفتيتنا فهناك تحديات تنتظر إسرائيل لا يمكن أن تنتظر “.
وخلف هذه التحديات بحسب مراقبيين تقف الأهداف القومية والأمنية للدولة العبرية وعلى رأسها داخليا التعامل مع غلاء المعيشة وتداعيات حرب روسيا على أوكرانيا وإدارة النزاع مع إيران وحماس وحزب الله , كما أفصح عن ذلك لابيد خلال الندوة الصحفية .
وفي هذا الصدد ذكر أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بأن :” إسرائيل ستقوم بإجراء انتخابات مبكرة وسيتولى لابيد رآسة الوزراء بشكل منظم كما سيتولى خلال هذه الفترة الإنتقالية أيضا منصب وزير الخارجية “.
من جانب آخر اتهمت اسرائيل يوم أمس الحرس الثوري الإيراني المصنف على قائمة الإرهاب الدولي بشن هجوم سيبيراني على تلأبيب فعل صفارات الإندار في مدينة القدس وإيلات .
فيما ذكرت تلأبيب بأنها أفشلت مخططا لهجوم من طرف عملاء ايرانيين كان سيستهدف إسرائيليين على الأراضي التركية وقد تم إحباط هذا الهجوم من طرف المخابرات الإسرائيلية بتنسيق مع الأمن التركي كما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية ونجمت عن العملية الأمنية إعتقال عملاء إيرانيين بتركيا .
إلى ذلك يزداد الضغط والعزلة على طهران بعد اتهامها من طرف الاتحاد الأوروبي في بيان صدر يوم أمس بأن: “تزويد طهران لأطراف في المنطقة بالسلاح والصواريخ من شأنه زعزعة الإستقرار بالمنطقة ” , فيما وجهت واشنطن لطهران اتهاما مباشرا بتهريبها للمخدرات لتمويل الميليشيات بعد ضبط الأسطول الخامس الأمريكي في شط العرب يوم أمس لكميات مهمة من المخدرات القوية تبلغ ملياري دولار وأسلحة كانت موجهة إلى سواحل عمان واليمن .
ويتصدر الملف النووي الإيراني أولويات التحديات عند الجانب الإسرائيلي وكرد فعل على تبليغ طهران لوكالة الطاقة باستأنافها لتخصيب اليورانيوم , وتطمينا للداخل الإسرائيلي قال نفتالي بينيت: أننا نجحنا في ايقاف المحادثاث الدولية حول الملف النووي الإيراني ملوحا في لهجة تصعيدية نحو طهران بأن قواعد اللعب قد تغيرت .
فهل تسعى إسرائيل إلى الإستفادة من عزلة إيران الدولية والإقليمية لتعزيز حلف إقليمي ضد طهران بإشراف أمريكي في انتظار الصدام الذي أصبح وشيكا مع زيارة بايدن المرتقبة إلى السعودية .
