وليد بهضاض _ صوت للعدالة
في تصريح خص به الباحث في علم النفس الاجتماعي “فؤاد اليعقوبي” جريدة صوت العدالة، يقول فيه أن عيد الأضحى لعام 2025 يحمل طابعا نفسيا و اجتماعيا استثنائيا في المغرب، خاصة في ظل القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة الأضحية، نظرا لارتفاع التكاليف وتأثيرها على الوضعية الاقتصادية للأسر، وكذا المردودية قطيع الماشية الوطني، مضيفا أن هذا القرار يعكس مقاربة إنسانية أخذت بعين الاعتبار السلامة النفسية الجماعية، كما يترجم استجابة ذكية وواقعية للضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون.
وأوضح “فؤاد اليعقوبي،أنه ومن منظور علم النفس الاجتماعي ، فإن الأعياد الدينية هي عبارة مناسبات لتعزيز الروابط الاجتماعية، وتغذية الانتماء الجماعي والروحي، وتفريغ الشحنات النفسية السلبية الناتجة عن ضغوط الحياة اليومية،غير أن ارتفاع تكلفة المعيشة قد يحول هذه المناسبات إلى مصادر إضافية للقلق والضغط وفقا لذات المتحدث، مضيفا كون إلغاء ذبح الأضحية لهذه السنة يخفف من الضغوط، ويعيد توجيه الاهتمام نحو الجوهر الرمزي والاجتماعي للعيد.
وعلى المستوى النفسي يوضح الباحث في علم النفس الإجتماعي، أن رفع الإحساس بالعبء المادي يمكن أن يقلل من مشاعر الفشل أو العجز لدى أرباب الأسر ذوي الدخل المحدود، ويساهم في تخفيف المقارنات الاجتماعية التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى انخفاض تقدير الذات أو الإحباط، كما أن توجيه الخطاب العام نحو القيم المعنوية كالرحمة، التضامن، يعزز من الصحة النفسية الإيجابية داخل المجتمع.
ومن الشق الإجتماعي، يقول ضيف الجريدة، أن هذا التغيير يتيح فرصة لإعادة صياغة طقوس العيد بشكل أكثر انسجاما مع الإمكانات الواقعية، ويكرس مبادئ العدالة الاجتماعية عبر تقليص الفجوة الطبقية، كما يحفز الأفراد على تطوير بدائل رمزية ووجدانية للاحتفال بهذه الشعيرة، كالتآزر، والتضامن، والأنشطة الجماعية ذات البعد العاطفي والأسري.
ويختم المختص في علم النفس ، إن عيد الأضحى لهذا العام يشكل نموذجا حيا لِتَكيُّف المجتمعات مع التحولات الاقتصادية، كما أن الحفاظ على الصحة النفسية الجماعية لا يتعارض مع الإلتزام الديني، بل يتكامل معه عندما تمارَس الشعيرة في سياق اجتماعي مسؤول ومتوازن.