في خطوة تروم حماية الصحة العامة وتعزيز محاربة آفة التدخين، تقدمت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، بمقترح قانون يهدف إلى منع تدخين السجائر العادية والإلكترونية والشيشة في الأماكن العمومية.
وأكد النائب البرلماني مصطفى إبراهيمي، الذي قدم المقترح، أن المبادرة تسعى إلى تحيين الإطار القانوني المتعلق بالتدخين، مبرزا أن القانون الحالي (15.91) لم يعد يواكب التطورات، ويفتقر إلى عناصر الردع بسبب ضعف الغرامات وعدم شمولية النصوص.
ويهدف مقترح القانون إلى تحديث التعاريف القانونية المرتبطة بالتبغ، وتوسيع لائحة المنتجات المحظورة، فضلا عن مراجعة الفضاءات المشمولة بالمنع، بما يتماشى مع الممارسات الدولية المتقدمة، في ظل تزايد الاستهلاك وتنامي ظاهرة التدخين في صفوف الأطفال والمراهقين.
وفي هذا السياق، عبر إبراهيمي عن أسفه لكون المغرب لم يصادق بعد على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، التي وقعها سنة 2004، مشيرا إلى أن المملكة تبقى، إلى جانب الصومال، من بين الدول القليلة في المنطقة التي لم تستكمل إجراءات المصادقة.
وقدم النائب ذاته معطيات مقلقة حول واقع التدخين في المغرب، موضحا أن حوالي 9 ملايين مواطن يتعرضون للتبغ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يستهلك بالمملكة سنويا ما يقارب 18 مليار سيجارة، منها 15 مليار تروج بشكل قانوني، فيما الباقي يباع بطرق غير مشروعة.
وسلط الضوء على الكلفة الباهظة لهذه الآفة على المنظومة الصحية والاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن التدخين يكلف الدولة حوالي 5 مليارات درهم من المصاريف الصحية المباشرة، ويؤثر سلبا على الإنتاجية، ويشكل عاملا رئيسيا للإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة، منها سرطانات الرئة والفم والحنجرة.
وأشار إبراهيمي إلى ظاهرة تدخين الأطفال والمراهقين، موضحا أن 1 من كل 6 أطفال بالمغرب يدخن التبغ التقليدي، بينما تسجل السجائر الإلكترونية نسب انتشار مقلقة، حيث تصل إلى 7.7% في الفئة العمرية ما بين 15 و17 سنة، و9.6% لدى الأطفال بين 10 و12 سنة، و23.4% في صفوف من تتراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة.
وختم البرلماني عن حزب العدالة والتنمية مداخلته بالتأكيد على ضرورة التصدي لما وصفه بـ”التسيب” الحاصل في بيع التبغ والإشهار غير القانوني، داعيا إلى تفعيل القوانين القائمة وتحديثها بشكل صارم، من أجل حماية المواطنين، وخاصة فئة القاصرين، من أخطار التبغ والنيكوتين.