الرئيسية آراء وأقلام فلسطين ، إيران ،الحوثيون إسرائيل …من سينتصر؟!

فلسطين ، إيران ،الحوثيون إسرائيل …من سينتصر؟!

IMG 20250618 WA0032
كتبه كتب في 18 يونيو، 2025 - 3:32 مساءً

بقلم:ايمان الفناسي

ما حدث سابقا في تركيا أثناء الانقلاب على أردوغان وما حدث في السابع من أكتوبر وما حدث في سوريا ثم ما يحدث اليوم في إيران كلها مؤشرات على أن الشرق الأوسط يتغير وأن حدوده ترسم من جديد ، منذ عقدين من الزمن تبنت الإدارة الأمريكية مفهوما جديدا في حقل العلاقات الدولية سمته (الشرق الأوسط الكبير) وهو باختصار العالم الإسلامي الغني بالثروات والذي ترغب الإدارة الأمريكية والغرب خلفها في تفتيته وتقسيمه وإعادة تشكيله بما يضمن هيمنتها على الموارد واستمرار قيادتها للعالم ، وهنا ينبغي أن نسجل جملة من الملاحظات الهامة أولها أن محاولات التقسيم عادة تصطدم بمقاومة شديدة سببها رغبة الأمم في الاستقلال الفعلي وتطلعها المشروع نحو التقدم و الازدهار وثانيها أن حرب

أمريكا ومعسكرها على الأمم المستضعفة لا تتخذ دائما شكل عدوان عسكري مادي غاشم فحسب بل إن هذا العدوان عادة ما يصاحبه إصرار على مسح ثقافة المعتدى عليهم ومسخها وإكراههم على تبني رؤية المعتدي للكون ولمعنى الحضارة فلا يترك لهم خيار غير تغيير الجلد أو الاندثار ، من هذا المنطلق فإن الأحداث التي تجري اليوم في الشرق الأوسط الصغير والتي ستمتد تبعاتها لتؤثر على الشرق الأوسط الكبير أيضا لا يمكن قراءتها بشكل سليم خارج سياق التدافع بين أمة ترغب في الهيمنة المطلقة وأمم متقلبة بين الاستكانة كرها وبين الرغبة في الانعتاق ، إن صرخة الغزي أو الحوثي أو الإيراني وقبلهم الفيتنامي والعراقي والأفغاني مهما اختلفنا معهم في الرأي هي في عمقها صرخة حرية يجب أن نسمعها بعيدا عن منطق الاصطفاف الإيديولوجي والعرقي لنطرح السؤال بشكل مباشر على بلدان العالم المتمدن التي تتولى اليوم مهمة تصنيف الناس إلى منتسب للعالم الحر وآخر مارق ( ليسمح لي تشومسكي باستعارة هذا اللفظ) لماذا يحق لإسرائيل أن تمتلك سلاحا نوويا ولا يحق لغيرها؟! إن منطق الاستعلاء الذي تتبناه

فرنسا وألمانيا وبريطانيا ينزع صفة المساواة عن بني البشر وهذا ما دفع الراحل العلامة المنجرة للقول منذ زمن بعيد بأن العالم مقبل على انتفاضات ضد الذلقراطية ( الذل الذي غلفوه بلبوس الديموقراطية) ها نحن اليوم نعيش على وقع تسارع هذه الانتفاضات ومهما تكن نتائجها فإنها شرارة ستعقبها شرارات أخرى ثم يتلوها لهيب يصهر قيود الاستعمار الحديث ليس مهما من سيخرج منتصرا من معركة غزة أو حرب إسرائيل ضد إيران ما لا يراه العالم المتمدن اليوم هو اتساع جغرافيا الأمم المنتفضة على غطرسته المتمردة على إرادته الظالمة وسأختم بحوار جميل مختصر أقتبسه من رائعة ( البؤساء) للأديب فيكتور هوجو بين أحد شباب الأبجدية الفرنسيين الثائرين ضد الظلم وبطل الرواية (جان فالجان) كان الشاب ينظر بأسى وألم لرفاقه وهم يتساقطون أمامه لأن ميزان القوة لم يكن متكافئا بين الثوار وخصومهم ومع سقوط كل رفيق جديد كانت أحلامه في غد أفضل تتبخر كان يقترب من الهزيمة بخطى واضحة لكن فالجان كان له رأي آخر كان رجلا مجربا خبر تقلبات الدنيا وأحوالها العجيبة فكان جوابه مفتاحا يجب أن نفهم على ضوئه ما يحدث حولنا اليوم قال فالجان للشاب ( حسبكم أنكم اطلقتم الشرارة الأولى، ستعقبها شرارات أخرى وستنمو كرة اللهب أكثر فأكثر) لا حقا ستنتصر الثورة الفرنسية وسيحدث التغيير وحتما سيحدث الشيء ذاته مع الذين أطلقوا شرارة

طوفان الأقصى وحدهم العميان لا يرون كتلة اللهب التي بدأت تكبر وتنمو وتحرق جبروت ( الذلقراطية) .

مشاركة