صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة تيفلت،قدم مسرح غرناطة،ليلة الأربعاء 21 أبريل الجاري،بمؤسسة دار المواطن،مسرحية “سحت الليل”،من تأليف وإخراج عمر الجدلي،وتشخيص الممثل القدير عبد الرحيم المنياري،هند بن جبارة،حميد مرشيد، سلمى بن جبارة،عمر الجدلي.
المسرحية مستوحاة من قصة واقعية تحكي عن جندي ،اضطر بسبب عمله،ترك عروسه في يومها الثالث رفقة كلبها الوفي، لمدة ستة عشر سنة،حتى أنها لم تعد قادرة على التعرف عليه،ما سهل المأمورية على زميل له في جبهة القتال،الذي استغل ثقة “العربي” ليحكي له عن أدق التفاصيل لحياته الشخصية والأسرية،والتي استغلها “المختار” لتقمص شخصية العربي،حيث تزوج الزوجة،وأنجب معها ابن،كما أنه تحايل على كل الأسرة والأب والدوار ليصبح هو “العربي” وليس “المختار”،ليفوز بإرث زوجته وأراضي عمها وكل حياة العربي،الجندي ،الذي فقد رجليه في الحرب دفاعا عن الوطن.
مسرحية تدور حول الحرب والموت والإنتظار وفقدان نعمة الحياة والحرية في قالب فني محبوك، بينما نجح المخرج بصحبة الممثلين في تسجيد الأحداث بطريقة مأساوية ذات بعد فلسفي تذكرنا بالمسرح العالمي.
وقد حافظت مسرحية “سحت الليل” على الطابع الجمالي الفرجوي، الذي يحمل في ثناياه قضية فلسفية تاريخية، وهكذا استطاع المخرج دمج كل مكونات المسرح الجاد لإعطائنا عرض متكامل الأركان، سواء تعلق الأمر بالسينوغرافيا أو الغناء والرقص المعبران عن الحالة الوجدانية التي يعيشها الممثلين فوق الخشبة، وهذا، ماجعل الجمهور التفليتي العاشق للمسرح والفرجة بعد نهاية العرض كأنه تطهر من أعباء الحياة القاسية.
وعرف هذا العرض المسرحي حضور جمهور غفير، تجاوب مع اللوحات المسرحية التي شخصها الممثلون باتقان كبير، في قالب متماهي مع المتلقي بسلاسة ويسر من أجل إيصال فكرة موضوع المسرحية في تجسيد فني رائع.
وفي كلمته الختامية،تقدم الممثل القدير عبد الرحيم المنياري بالشكر الجزيل للمجلس البلدي لتيفلت في شخص رئيسه،السيد عبد الصمد عرشان،الذي قال عنه بصديق الفن والفنانين،والذي كان سببا في عرض المسرحية بالمدينة،متمنيا،أن تكون فقرات المسرحية،قد راقت الجمهور التفليتي،الذي قال أن له معزة خاصة ومكانة خاصة في قلبه.
































