الرئيسية آراء وأقلام الياس المالكي في صورة تذكارية مع الأسطورة زين الدين زيدان: يمكنك أن تختلف معه، لكنه شاب مغربي طموح

الياس المالكي في صورة تذكارية مع الأسطورة زين الدين زيدان: يمكنك أن تختلف معه، لكنه شاب مغربي طموح

IMG 20250608 WA0059
كتبه كتب في 8 يونيو، 2025 - 5:00 مساءً

بقلم: م. زيداني

في لحظة خاطفة، اجتاحت صورة واحدة مواقع التواصل الاجتماعي وجذبت الأنظار كما لم تفعل كثير من القضايا الوطنية أو الثقافية. إنها صورة التقطها صانع المحتوى المغربي المثير للجدل، إلياس المالكي، رفقة الأسطورة الكروية العالمية زين الدين #زيدان . صورة عابرة؟ ربما. لكنها أبعد من مجرد لقطة تذكارية.

يُعد #إلياس_المالكي أحد أبرز ظواهر “السوشيال ميديا” في المغرب، ظاهرة تتقاطع حولها الكثير من الآراء: بين من يرى فيه رمزا للسطحية والانحدار الثقافي، وبين من يعتبره ابن عصره، عرف كيف يركب موجة الإعلام الرقمي ويوظف أدواته لتحقيق النجاح بطريقته. لكن بغض النظر عن المواقف، الصورة التي جمعته بزيدان طرحت سؤالا عميقا: من يحق له أن يكون قريبا من الرموز؟ وهل الطموح وحده كافٍ لبلوغ القمم؟

زيدان، ابن المهاجر الجزائري الذي سطع نجمه في سماء الكرة العالمية، لم يصل إلى ما هو عليه بالصدفة. اجتهد، كافح، واحترم اللعبة. ورغم تواضعه الشديد، فإنه يظل رمزًا للتميّز والانضباط والروح الرياضية. حين ترى المالكي إلى جانبه، يقفز إلى الذهن تلقائيًا هذا التباين بين مسارين، بين معايير “الشهرة الرقمية” ومعايير “النجومية الكلاسيكية”.

لكن التسرع في الحكم سهل، والاختزال أخطر. إلياس المالكي، رغم كل الانتقادات، يمثل جيلاً جديدًا لا ينتظر موافقة “النخبة الثقافية” ليقول كلمته. شاب مغربي من خلفية اجتماعية بسيطة، صنع لنفسه مساراً إعلامياً رقمياً من لا شيء. ربما لا يتقن الفصاحة، ولا يحمل رسالة تربوية واضحة، لكنّه يملك عناداً نادراً في فرض الذات، وشجاعة في خوض التجربة، وهو ما يفتقر إليه كثير من الشباب في وطن يعيش أزمة ثقة.

الصورة مع زيدان ليست انتصاراً للمحتوى، بل للطموح. ليست إشادة بجودة ما يقدمه المالكي، بل إقرار بواقع أصبح فيه التأثير أكثر تنوعاً من أي وقت مضى. في زمن “الترند”، قد لا تكون الجودة المعيار الأول، لكن الاستمرارية، والقدرة على البقاء في الواجهة، تتطلب ذكاء من نوع خاص.

يمكنك أن تختلف مع إلياس المالكي، وهذا من حقك. يمكنك حتى أن تراه أحد مظاهر “الرداءة الرقمية”. لكنك لا تستطيع أن تنكر أنه ظاهرة مؤثرة، أو أن تتجاهل أنه شاب مغربي طموح، عرف كيف يجد لنفسه مكاناً في مشهد إعلامي لا يرحم.

ربما كان لقاءه بزيدان لحظة عابرة في الزمن. لكنه بالنسبة له — وللآلاف من متابعيه — لحظة إلهام: أن يكون الحلم ممكناً، حتى لو كنت تبدأ من الصفر.

صوت_العدالة #ساتيفي #أخبار #مقال #اعلام #صحافة

مشاركة