الرئيسية آراء وأقلام الجزائر أمام نفق مسدود بسبب سياستها التوسعية وعدائها لجيرانها

الجزائر أمام نفق مسدود بسبب سياستها التوسعية وعدائها لجيرانها

6486b16ec6e5c3b2a140aa6c89969c8b
كتبه كتب في 22 مايو، 2025 - 10:22 صباحًا

بقلم..عبد السلام اسريفي/رئيس التحرير

تواجه الجزائر وضعا صعبة للغاية ، فرضته على نفسها، بسبب سياساتها الغير المحسوبة العواقب ، خاصة مع جيرانها ودول الخليج وحتى مع حلفائها ، ما جعلها في موقع جيوسياسي معقد ، نتج عنه تصعيدًا إقليميًا دقيقًا للغاية، تتقاطع فيه أبعاد جيوسياسية وأمنية متشابكة:

  1. الإنذار الموريتاني للبوليساريو

إعلان منطقة “البريطة” كمنطقة عسكرية مغلقة يعبّر عن تغير مهم في العقيدة الأمنية الموريتانية، خاصة في ما يخص ضبط حدودها الشرقية، وهو ما يحمل رسائل واضحة:

لمليشيات البوليساريو: لم تعد التحركات غير الرسمية مقبولة، حتى في مناطق التماس التاريخية.

للجزائر (الداعمة الأساسية للبوليساريو): أي توغل غير منسق أو دعم ميداني لن يُغضّ الطرف عنه بعد الآن.

  1. الخنق الجيوسياسي للجزائر

الحصار غير المعلن المفروض على الجزائر يعكس:

من الغرب: المغرب، بموقفه الإقليمي الصلب وبدعم خليجي وأمريكي غير مباشر.

من الجنوب: مالي، النيجر، بوركينا فاسو – وكلها باتت أقرب إلى محور فرنكوفوني مدعوم فرنسيًا/غربياً، أو محسوبة على النفوذ الروسي، لكن علاقاتها بالجزائر ليست مستقرة.

من الشرق: ليبيا بقيادة حفتر، الذي يُنظر إليه كامتداد لمحور مصر-الإمارات، المعادي تقليديًا للمشروع الجزائري في الساحل.

  1. تأزم العلاقات مع روسيا والخليج

روسيا: تأزم العلاقات نتيجة انفتاح الجزائر على الغرب (خصوصًا الولايات المتحدة)، يعتبر تحولًا حساسًا في السياسة الخارجية الجزائرية، وقد تفقد بسببه أحد حلفائها العسكريين التقليديين.

الإمارات والسعودية: العداء الصامت والمعلن يعكس توترًا مع محور الخليج، الذي يزداد تأثيره في شمال وغرب إفريقيا.

  1. الخيارات أمام الجزائر

الجزائر تواجه اليوم ضرورة إعادة تقييم إستراتيجيتها الخارجية على عدة مستويات:

تقريب وجهات النظر مع دول الساحل، خاصة مالي والنيجر، التي شكلت سابقًا عمقًا استراتيجيًا.

إعادة بناء الثقة مع الخليج، أو على الأقل تجنب مزيد من التصعيد.

موازنة العلاقة بين موسكو وواشنطن لتفادي خسارة الطرفين.

مراجعة سياستها اتجاه جارها المغرب، المقرونة استراتيجيا بالتخلي عن البوليزاريو والتخلي عن سياستها التوسعية في شمال افريقيا.

إذا استمر التصعيد، فإن الجزائر قد تجد نفسها أمام عزلة استراتيجية في محيطها الإقليمي، مما قد يدفعها إما إلى تبني سياسة واقعية جديدة أو الدخول في مواجهة دبلوماسية وربما أمنية موسعة.

مشاركة