الرئيسية أحداث المجتمع التسول ظاهرة من الظواهر المتفشية بمدينة الفقيه بن صالح.

التسول ظاهرة من الظواهر المتفشية بمدينة الفقيه بن صالح.

IMG 20190804 WA0040
كتبه كتب في 5 أغسطس، 2019 - 12:18 صباحًا

مراسلة : حبيب سعداوي
صوت العدالة.

بين الاحتياج والإمتهان ، استفحلت ظاهرة التسول بمدينة الفقيه بن صالح استفحالا كبيرا ، بحيث أصبح المتسولون يترددون على المارة ، و زبناء المقاهي ، والمحلات التجارية ، وفي الشوارع والأزقة والمساجد ، للحصول على أكبر قدر من المال ، ويستخدم المتسول من الجنسين طرق مختلفة في طلب المال ، فمنهم من يريد المال من أجل إجراء عملية جراحية لمريض ، ومنهم من يريد شراء الدواء لأحد أقربائه ، ومنهم من يلقي خطابا دينيا معتادا يثير الشفقة ، ومنهم من يفعل ما هو أسوأ، كالرد بسوء في حالة سماعه مصطلح ” الله يجيب ” ، ومنهم ” اللي كايجيك ديريكت ” : صدقة على الله وووالخ من الطرق.

إننا لا نريد من خلال هذا المقال قوله أن كل المتسولين محتالين ، أو أننا نريد قطع الأرزاق كما سيعتقده البعض ، بل نحن نسعى إلى التصدي لهذه الظاهرة ، ظاهرة ” إمتهان” التسول والاستجداء ، ولا نريدها مرض يستشري في المجتمع ، وذلك بالكف على تشجيع هؤلاء على الاستمرار بأن نعطيهم لأنهم ملحون في الاستجداء ، مستخدمين الصغار، النساء المسنات ، والتداعي بالمرض، أو إصلاح مسجد وووالخ من الطرق ، ويجب أن نتوخى الحذر عندما ننفق في سبيل الله ، سواء أكان ذلك صدقة أو كان ذلك زكاة …لسنا ضد التصدق ، ولكن يجب عدم تشجيع ثقافة التسول “الغير الملائمة” والتي لا تتفق مع ديننا الحنيف.

فقد ارتفعت هذه الظاهرة بوتيرة سريعة ، حتى أصبح مختلف الأعمار يمارسون التسول ، بحيث نرى قاصرين من الجنسين يمارسون هذه الظاهرة ، يعيشون من خلالها مأساة أنفسهم وللناس ، الذين يضايقونهم في مختلف الأماكن صباح مساء ، فربما أغلبية الناس الذين يترددون عليهم هؤلاء المتسولون هم في حاجة إلى الصدقة ” راه كاين اللي يستحق الصدقة ومتعفف وما مْطَالَعْ به غير الله وما قادش يمد إيدو” ، فعوض التفكير في رعاية هؤلاء الأطفال ، تراهم منفصلين عن الدراسة مجبرين من طرف ذويهم لممارسة التسول من أجل المال…فماذا ينتظره المجتمع من هؤلاء سوى الانحراف الاخلاقي، والعيش بعقلية حاقدة على الآخرين؟!!!.

ومما يثير الاستغراب هذه الأيام ، شباب قادرين على العمل ولا تتجاوز أعمارهم السن القانوني لبلوغ سن الرشد ، فهم أيضا امتهنوا هذه الظاهرة ، قادمين من مختلف الأقاليم المجاورة، والجماعات التابعة لاقليم الفقيه بن صالح ، وهناك أنباء أن ممتهني هذه الظاهرة يتم تجميعهم من مناطق اخرى مجاورة للمدينة ، ونقلهم على متن سيارة ، بعدها يتم توزيعهم في مناطقة متفرقة بالمدينة للتسول.” مشروع صحيح كايْطَّلَّبْ غير الجبهة “.

وأمام استفحال هذه المأساة لا يسعنا إلا أن نتأسف ، ونطالب الجهات المعنية ، من قريب أو من بعيد ، من أجل التدخل للتخفيف على الأقل من حدتها ، في أفق القضاء عليها إذا توفرت النيات الحسنة ، والإرادات الصادقة لدى الحكومة المغربية ، والمجتمع المدني الذي يبدوا انه يشتغل على أمور ثانوية غافلا بذلك ، أو بالأحرى، متغافلا هذه الظاهرة الخطيرة التي انضافت إلى مجموعة من الظواهر الشاذة التي لم تكن مدينة الفقيه بن صالح تعرفها في أيام الزمن الجميل ، من بينها ظهور ثلة من المجهولين في شوارع المدينة يلبسون أقمصة حمراء وصفراء ، ينقضون على زوارها كلما توقفوا إلى جانب الطريق بسيارتهم ، تراهم يطلبون دراهم معدودة تعويضا عن حراسة غير موجودة ، وآخرون يتجولون في المقاهي تراهم يوزعوا أوراقا على شكل قصص قصيرة جدا تحكي حالة اجتماعية معينة أو خيالية للعب على وتر العاطفة ، و أطفال قاصرون ونساء بمختلف الأعمار يطاردون المارة طالبين الصدقة في سبيل الله….

مشاركة