الرئيسية أخبار فنية عرض فيلم “القفطان” في الناظور: احتفاء بالسينما المغربية وقيم حقوق الإنسان

عرض فيلم “القفطان” في الناظور: احتفاء بالسينما المغربية وقيم حقوق الإنسان

e350aa4e 504f 477b 9234 9e9591015414
كتبه كتب في 18 نوفمبر، 2025 - 11:51 صباحًا

صوت العدالة : محمد زريوح

سيشهد المركب الثقافي بمدينة الناظور يوم الأربعاء المقبل، ابتداءً من الساعة 10:30، عرض الفيلم المغربي “القفطان” للمنتج عبد السلام برشلونة، في حدث سينمائي مهم ينتظره جمهور واسع من عشاق الفن السابع والمشاهدين المهتمين بالسينما المغربية. هذا العرض المتميز يأتي ضمن فعاليات مهرجان الناظور للسينما والذاكرة المشتركة، الذي يُنظم بين 15 و20 نونبر، حيث يعتبر الفيلم أحد أبرز الأعمال السينمائية التي تخوض المنافسة الرسمية هذا العام.

ويكتسب عرض “القفطان” أهمية خاصة، ليس فقط بسبب جودته الفنية، بل أيضًا لأنه يُعد فرصة لتعزيز ودعم الإنتاج السينمائي الوطني. في هذا السياق، يُتوقع أن يشهد الحدث حضورًا لافتًا من المدعوين، مما سيشكل دعمًا معنويًا هامًا للعمل السينمائي المغربي. وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بفن السينما في المغرب وأهمية المشاركة في المهرجانات الثقافية التي تحتفي بالأعمال ذات القيمة الفنية والإبداعية.

يُعتبر اختيار فيلم “القفطان” للمشاركة في مهرجان الناظور تأكيدًا على المسار الإبداعي الذي يشتغل عليه عبد السلام برشلونة، الذي يسعى من خلال أعماله السينمائية إلى تقديم رسائل إنسانية عميقة. فهو يركز على قضايا مثل الحرية، الكرامة، والمساواة، وهي موضوعات تلامس واقع المجتمع المغربي والعالمي. هذا المسار الإبداعي يتناغم مع رسالة مهرجان الناظور، الذي يسعى إلى تعزيز السينما الهادفة وتكريس ثقافة حقوق الإنسان من خلال اختيار أفلام تسلط الضوء على قضايا اجتماعية تهم الناس وتعكس همومهم وتطلعاتهم.

فيلم “القفطان” يعكس هذا التوجه من خلال طرحه لفكرة الذاكرة الثقافية المغربية، التي يجسدها من خلال رمز القفطان، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من الهوية المغربية التقليدية. المخرجة بثيسام لحلالي، التي تولت إخراج الفيلم، قدمت رؤية فنية معاصرة تتعامل مع الموضوعات الإنسانية والاجتماعية بلمسة بصرية معاصرة. هي لم تقتصر على تسليط الضوء على قضايا الحرية والمساواة، بل أدرجت الذاكرة الثقافية كعنصر أساسي في سرد الفيلم، مما يعزز الرابط بين الماضي والحاضر ويسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في عصر العولمة.

كما أن الفيلم يعتمد على نص للأديبة سلوى مرضي، التي نجحت في صياغة سيناريو يعكس التحديات الاجتماعية التي يواجهها أفراد المجتمع المغربي. ومشاركة ثلة من الممثلين المتميزين، مثل بخاري وهيام، في هذا العمل أضافت قيمة فنية عالية، حيث تمكّنوا من تقديم أدوار تعكس التفاعل المعقد بين الفرد والمجتمع، والمثابرة على التغيير في مواجهة الضغوط الاجتماعية والثقافية.

من خلال “القفطان”، يقدم عبد السلام برشلونة ومخرجته بثيسام لحلالي فيلمًا يتجاوز كونه مجرد عمل فني، ليكون بمثابة دعوة للتأمل في الهوية الثقافية المغربية ودورها في بناء مجتمع حديث يرتكز على المبادئ الإنسانية. كما يعكس الفيلم تطور السينما المغربية التي أصبحت أكثر اهتمامًا بقضايا المجتمع وأبعادها الإنسانية، ما يجعل من هذا العرض حدثًا ثقافيًا هامًا يعكس التقدم الذي تشهده السينما في المغرب على مر السنوات.

مشاركة