استعرض الوزير المغربي السابق محمد بنعبدالقادر، في تغريدة له مساء اليوم على منصة X باللغة الإسبانية، مضامين دراسة حديثة صادرة عن وزارة الدفاع الإسبانية، حذّرت من احتمال تفكك تدريجي لجبهة البوليساريو، معتبرة أن مخيمات تندوف داخل الجزائر تمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن الإقليمي.
وأوضح بنعبدالقادر أن هذه الدراسة الموسومة بعنوان «القبلية، الإسلام والتغير الاجتماعي في الصحراء الغربية»، أعدّها عالم الاجتماع الإسباني خوان إغناسيو كاستيين مايسترو، في إطار الأبحاث التي ينجزها المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية، وهو جهاز تابع لوزارة الدفاع الإسبانية يعكف على تطوير دراسات علمية متخصصة في مجالات الأمن والدفاع والوقاية من النزاعات.
ووفقًا لما ورد في الدراسة، فقد خصّص الباحث الإسباني اهتمامًا خاصًا بحالة الضعف المتزايد التي أصابت جبهة البوليساريو خلال السنوات الأخيرة، مسجلًا أن هذا التراجع الممنهج في بنيتها السياسية والعقائدية يفتح الباب أمام تساؤلات جدّية حول مستقبلها، بل ويثير مخاوف من اكتساح التيار الإسلاموي الراديكالي لمخيمات تندوف كبديل أيديولوجي للانفصال.
وأضاف التقرير أن تدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم الإحباط واليأس بين المحتجزين في تلك المخيمات يدفع العديد من عناصر البوليساريو نحو الانخراط في أنشطة غير مشروعة تشمل التهريب والجريمة المنظمة، ما يجعل المنطقة مصدرًا متزايدًا لعدم الاستقرار.
وأشار بنعبدالقادر، في تعليقه على الدراسة، إلى أن الباحث الإسباني لم يُبدِ دهشته من الانتشار المتنامي للأفكار المتطرفة في مخيمات تندوف، مفسّرًا ذلك بـانهيار المشروع السياسي للبوليساريو وتلاشي آفاقه في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة في المنطقة المغاربية والساحل.
وتخلص الدراسة، التي حظيت باهتمام الأوساط الأكاديمية والسياسية في مدريد، إلى أن المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية لا يستبعد سيناريو التفكك التدريجي للبوليساريو، بالتوازي مع صعود تيار سلفي متشدد قد يجد في حالة الفوضى واليأس أرضية خصبة للتمدد داخل المخيمات.
