الرباط – أكدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خلال اجتماعها السنوي برئاسة الأمين العام الأستاذ عبد الإله ابن كيران، اعتزازها الكبير بالمنعطف التاريخي الذي شهدته قضية الصحراء المغربية، بعد تكريس المقترح المغربي للحكم الذاتي كحلٍّ نهائي ومعتمد دوليًا لهذا الملف.
وأشاد الحزب، في بلاغ رسمي، بالدور المحوري لجلالة الملك محمد السادس، مثمنًا جهوده المتواصلة ومواقفه الحاسمة، وما أبان عنه من قيادة دبلوماسية رصينة وحضور قوي في المحافل الدولية، كان لها الأثر البالغ في حسم التصويت لصالح القرار الأممي الأخير الداعم للمبادرة المغربية.
ودعت الأمانة العامة جميع القوى الحية والمؤسسات الوطنية إلى مواصلة التعبئة الشاملة والانخراط الإيجابي في الرؤية الملكية الحكيمة القائمة على الحوار وروح الأخوة مع إخواننا في تندوف وأشقائنا في الجزائر، بما يسهم في بناء مستقبل مشترك قائم على حسن الجوار وتجاوز الخلافات المفتعلة.
وأكد البلاغ أن هذا النجاح التاريخي في مسار الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة هو ثمرة السياسة المتبصرة لجلالة الملك، والجهود المتكاملة على المستويات السياسية والتنموية والدبلوماسية، والتي جسدت صورة المغرب كدولة رائدة في الاستقرار والتنمية واحترام الحقوق والحريات.
وفي السياق ذاته، دعا الحزب إلى مواصلة ترسيخ الخيار الديمقراطي وتوسيع مجالات الجهوية المتقدمة والتدبير الحر للشأن المحلي، مع التركيز على تعزيز العدالة الاجتماعية والتنمية المجالية والبشرية، بما يعزز مكانة المغرب كدولة صاعدة ديمقراطيًا وتنمويًا.
وعلى الصعيد الدولي، عبّرت الأمانة العامة عن تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، مستنكرة الصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وداعية الدول العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري لدعم الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة وتثبيتهم في أرضهم.
كما أدان الحزب بشدة المجازر التي ارتكبتها قوات متمردة في إقليم الفاشر بالسودان، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار، وحاثًّا المجتمع الدولي والمنظمات العربية والإسلامية على التدخل العاجل لإغاثة المدنيين والحفاظ على وحدة السودان وسيادته.
ويأتي هذا الموقف ليؤكد، مرة أخرى، التزام حزب العدالة والتنمية بثوابته الوطنية والقومية، وحرصه على المساهمة الفاعلة في دعم القضايا العادلة وترسيخ الاختيار الديمقراطي والوحدة الوطنية.
