تواصل الصناعة المغربية، خلال السنوات الأخيرة، تحقيق طفرة نوعية خاصة في قطاع السيارات، الذي أصبح يشكل إحدى ركائز الاقتصاد الوطني ومصدراً أساسياً لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وفي هذا السياق، نشر الموقع الإسباني “eldebate” تقريراً لفت فيه إلى النمو المتسارع لصناعة السيارات بالمغرب، مشيراً إلى أن المملكة باتت تمتلك شبكة إنتاج متكاملة تستفيد من مجموعة من العوامل المحفزة، في مقدمتها الطاقات المتجددة منخفضة التكلفة وعلى رأسها الطاقة الشمسية، فضلاً عن اليد العاملة المؤهلة والأقل كلفة، إذ يبلغ متوسط الأجر الشهري للعاملين في هذا القطاع حوالي 600 يورو، مع قوانين بيئية أكثر مرونة مقارنة بتلك المعمول بها داخل الاتحاد الأوروبي.
وأوضح المصدر ذاته أن السوق المغربية تشهد تزايداً ملحوظاً في مبيعات السيارات، إذ بلغت خلال العام الماضي قرابة 170 ألف وحدة، مقابل نحو مليون وحدة بيعت في إسبانيا. ورغم هذا التفاوت العددي، فإن الطراز الأكثر مبيعاً في كلا البلدين هو نفسه: “داسيا سانديرو”، التي حققت 15 ألف عملية بيع في المغرب و33 ألفاً في الجارة الإيبيرية. وتليها في المغرب طرازات “داسيا لوغان” و“رينو إكسبريس”، بينما تتصدر في إسبانيا “تويوتا كورولا” و”سيات إيبيزا”.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن متوسط عمر السيارات في المغرب يناهز 11 سنة، مقابل 15 سنة في إسبانيا، مع وجود عدد كبير من العربات غير المسجلة رسمياً بعد. كما لاحظ أن أسعار سيارات “داسيا سانديرو” متقاربة في البلدين، إذ تتراوح بين 12 ألف يورو في المغرب و13 ألفاً في إسبانيا.
ويخلص التقرير الإسباني إلى أن المغرب أصبح فاعلًا صناعياً واعداً في شمال إفريقيا، مؤهلاً لأن يتحول خلال السنوات المقبلة إلى منافس حقيقي للدول الأوروبية في مجال صناعة السيارات، إذا ما واصل توسيع طاقته الإنتاجية وتطوير بنياته التحتية وتحسين تنافسيته في الأسواق العالمية.
