اختتمت مساء الأحد 5 أكتوبر 2025 بمدينة الحسيمة فعاليات الملتقى الوطني الثاني للكتاب والمسرح، الذي نظمته جمعية آريف للثقافة والتراث تحت شعار “الخشبة والكتاب.. شركاء الإبداع”، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، في إطار مشروع التوطين المسرحي بالمركز الثقافي مولاي الحسن برسم سنة 2025.
الملتقى الذي دام خمسة أيام، رسخ مكانة الحسيمة كأحد الفضاءات النشيطة ثقافيا وفنيا بالمغرب، من خلال برنامج متنوع جمع بين العروض المسرحية والورشات التكوينية والندوات الفكرية وحفلات توقيع الإصدارات المسرحية، في انسجام جميل بين عالم الكتاب وعالم الخشبة.

انطلقت فعاليات الملتقى بحفل افتتاح رسمي، ألقت خلاله رجاء حميد، رئيسة الجمعية المنظمة، كلمة أبرزت فيها أهمية جعل الكتاب والمسرح شريكين في ترسيخ الوعي الجمالي والمعرفي، مؤكدة أن الثقافة هي رافعة أساسية للتنمية.
كما تحدث فؤاد أزروال، رئيس لجنة التحكيم المنتدبة من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عن أهمية الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية في صنف المسرح ودورها في دعم الإبداع المسرحي الأمازيغي.
وعقب ذلك، استمتع الجمهور بالعرض الافتتاحي “الرابوز” لفرقة أوراس للمسرح الأمازيغي، ضمن مسابقة أحسن عرض مسرحي أمازيغي وطني، والذي لقي تفاعلا كبيرا من الحاضرين.
تواصلت العروض في اليومين الثاني والثالث، حيث قدمت فرقة فضاء أثينا من تنغير مسرحية “أتراس”، تلتها مسرحية “هروب في ضوء القمر” لفرقة بويا للإبداع المسرحي من الناظور.
تناولت هذه الأعمال قضايا اجتماعية وإنسانية بأساليب درامية حديثة تجمع بين الأداء الجسدي والطرح الفكري، ما منح الجمهور فرصة للتفاعل والنقاش حول قضايا الواقع بلغة مسرحية معاصرة.

خصص اليوم الرابع لورشة تكوينية حول بناء النص المسرحي الموجّه للأطفال، أطرها الأستاذ فؤاد أزروال، بمشاركة عدد من الشباب المهتمين بالمسرح التربوي.
أما اليوم الخامس، فقد خُصص لورشة في التعابير الوجهية والحركية للأطفال، أشرف عليها الفنان سعيد عامل، واستفاد منها عدد من الأطفال واليافعين المهتمين بالفن المسرحي.

وشهد اليوم الختامي ندوة فكرية موسعة بعنوان “المسرح المغربي وأسئلة الكتابة والإبداع”، شارك فيها نخبة من الباحثين والمبدعين، من بينهم د. نوال بنبراهيم، د. الحسين الشعبي، د. عبد اللطيف ندير، وسيرها د. عبد الصمد مجوقي.
كما تم توقيع الإصدار المسرحي الجديد للكاتب عبد اللطيف ندير، الذي قدمت حوله الدكتورة نوال بنبراهيم قراءة نقدية، قبل أن يتحدث المؤلف عن تجربته الفنية ومساره الإبداعي.

واختتم الملتقى بتكريم المشاركين والمؤطرين، مع رفع عدد من التوصيات الداعية إلى دعم المبادرات الثقافية المحلية وتعزيز التعاون بين الفاعلين في مجالي المسرح والكتاب لترسيخ الحس الإبداعي في صفوف الأجيال الصاعدة.


