أثارت الكاتبة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإقليم فحص أنجرة، سعاد بولعيش، جدلا واسعا بعدما وجهت اتهامات مباشرة للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي بالتورط في صفقات مشبوهة ومشاريع غير منجزة، معتبرة أن المؤسسة تحولت من جهاز حكومي مخصص لمحاربة الهشاشة إلى فضاء لتبديد المال العام.
بولعيش أوضحت، في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، أن الوكالة باتت تنفق أموالا عمومية عبر “صفقات غامضة“، مشيرة إلى أن تجهيزات مكتبية بسيطة يتم اقتناؤها بثلاثة أضعاف قيمتها الحقيقية، في حين تمنح عقود دراسات واستشارات بمبالغ ضخمة لمكاتب محددة “مقربة”، من دون أن تفرز تقارير أو نتائج ملموسة.
كما نبهت المسؤولة الحزبية إلى وجود ما وصفته بـ”المشاريع الوهمية“، حيث يتم الإعلان عن برامج تنموية وتمويلها بمبالغ هامة، لكنها تظل حبيسة الأوراق أو تنجز بجودة متدنية لا تعكس قيمة الاعتمادات المرصودة.
وانتقدت بولعيش غياب الشفافية في مساطر الصفقات العمومية، مؤكدة أن بعض الإعلانات تصاغ بشكل مبهم أو تنشر في قنوات محدودة، بما يسمح لفئة معينة بالظفر بها دون منافسة حقيقية، وهو ما اعتبرته ضربا لمبدأ النزاهة وتكافؤ الفرص.
وأضافت أن ملايين الدراهم تصرف على التعويضات والامتيازات، في وقت يظل فيه المستفيدون الحقيقيون من خدمات الوكالة، من أرامل وأيتام وأشخاص في وضعية إعاقة، يتوصلون بدعم هزيل لا يعكس حجم الميزانية المخصصة لهذا القطاع.
وختمت المسؤولة الحزبية بدعوة النيابة العامة والمفتشيات المختصة إلى فتح تحقيق قضائي شفاف، مع نشر تفاصيل الصفقات وأسماء المستفيدين منها أمام الرأي العام، مؤكدة أن غياب المساءلة يشجع على الإفلات من العقاب ويكرس استنزاف المال العام.

