الرئيسية أخبار فنية غياب دعم الأبناك يثير التساؤلات: مهرجان الناظور يحقق نجاحًا جماهيريًا رغم التحديات

غياب دعم الأبناك يثير التساؤلات: مهرجان الناظور يحقق نجاحًا جماهيريًا رغم التحديات

IMG 8310
كتبه كتب في 28 يوليو، 2025 - 2:25 مساءً

صوت العدالة : محمد زريوح

اختتمت مساء يوم الأحد فعاليات الدورة الحادية عشر من المهرجان المتوسطي للناظور، الذي نظمته الجمعية المتوسطية للتنمية المستدامة بالتعاون مع عمالة إقليم الناظور ومجلس الإقليم، وذلك في الفترة ما بين 25 و27 يوليوز 2025. ورغم غياب دعم المؤسسات البنكية التي غالباً ما تتباهى بمساهماتها في دعم الفن والثقافة، إلا أن المهرجان حقق نجاحًا استثنائيًا وشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا، ليؤكد أن الإرادة القوية يمكنها أن تحقق النجاح حتى في ظل التحديات.

ورغم تكرار الدعوات لزيادة دعم المؤسسات الاقتصادية والفنّية، أظهرت هذه الدورة أن الجمعية المنظمة كانت قادرة على تحفيز الجماهير، وهو ما يعكس رغبة المجتمع المحلي في دعم الفعاليات الثقافية. ولكنّ غياب دعم الأبناك أثار تساؤلات مشروعة حول دور هذه المؤسسات في تعزيز الساحة الثقافية المحلية، خصوصًا وأنها تروج لدعم الفن والثقافة، لكنها في الواقع تظل غائبة عن دعم أكبر الفعاليات التي تجمع بين الفن والمجتمع.

اللافت في هذه الدورة كان التفاعل الجماهيري الواسع، حيث شهدت المدينة توافد آلاف المواطنين من الناظور ومن مختلف أنحاء المغرب، إلى جانب الجالية المغربية المقيمة بالخارج. هذا التفاعل الجماهيري الكبير يشير إلى أن الناظور تستحق فعلاً أن تكون في قلب النشاطات الثقافية الكبرى، لكن يبقى السؤال: لماذا تتجاهل الأبناك دعم هذا الزخم الكبير من الفعاليات الفنية؟

فيما يتعلق بتنظيم المهرجان، فقد تميز بالحرفية العالية، إذ لم تُسجل أية حوادث أو مشاكل، مما ساهم في جعل الأجواء أكثر طمأنينة للأسر والعائلات التي حرصت على حضور الفعاليات. لكن يبقى غياب الدعم المادي من الأبناك هو الغصة التي تظل تلاحق هذه الفعاليات الفنية التي تسعى لإبراز الصورة الحقيقية للمدينة.

من جانب آخر، حققت حملة التبرع بالدم التي تم تنظيمها على هامش المهرجان نجاحًا كبيرًا، إذ توافد المئات من المواطنين للمساهمة في إنقاذ حياة الآخرين، ما يعكس روح التضامن والتعاون التي تسود بين سكان المدينة. هذه المبادرة الإنسانية كانت مكملًا للمهرجان الذي كان يهدف أيضًا إلى تعزيز روح المواطنة.

في الختام، يبقى السؤال الأكبر هو: متى ستنخرط المؤسسات البنكية بجدية في دعم هذا النوع من التظاهرات الثقافية والفنية؟ فتلك المؤسسات التي تتفاخر في الإعلانات بدعمها للفن، يجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها تجاه الأحداث الكبرى التي تسهم في إبراز هوية المدينة والمساهمة في تنميتها.

مشاركة