صوت العدالة : نورالدين عمار
أثار تنظيم الدورة الأخيرة لموسم مولاي عبدالله أمغار في إقليم الجديدة حالة من الاستياء والقلق بسبب التراجع الكبير في مستوى التنسيق مع وسائل الإعلام. توثّق التقارير المتوفرة مجموعة من الخروقات والتجاوزات التي أثرت بشكل ملحوظ على جودة التنظيم والإدارة الإعلامية للحدث.
- غياب المقاربة التشاركية:
في السنوات السابقة، تميز تنظيم موسم مولاي عبدالله أمغار بتعاون وثيق مع الهيئات الإعلامية والنقابات والجمعيات، من خلال اجتماعات دورية تُجرى لتنسيق الجهود واتخاذ القرارات بشكل جماعي. هذا العام، لوحظ غياب تام لهذه المقاربة التشاركية، حيث لم يتم التواصل مع الجهات المعنية بشكل كافٍ. وكانت هذه الاجتماعات تؤدي إلى تطوير حلول عملية ومبتكرة، مثل التمييز بين الصحافة المهنية وصناع المحتوى الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يُعتمد هذا العام.
- إغفال التمييز بين الصحافة المهنية وصناع المحتوى:
سابقًا، كانت هناك جهود واضحة للتفريق بين الصحفيين المحترفين وصناع المحتوى على الإنترنت، حيث تم اعتماد “شارات” تُبرز اسم الصحفي وصورته ولقبه. هذه الخطوة كانت تهدف إلى ضمان أن يتلقى الصحفيون المحترفون التقدير والاعتراف المناسبين. في الدورة الأخيرة، لم يُعتمد هذا النظام، مما أدى إلى خلط بين الصحافة المهنية وأفراد ليسوا بالضرورة مؤهلين للعمل الصحفي.
- عدم توظيف مسؤول للصحافة الدولية والعربية:
خلال الدورات السابقة، كانت هناك جهود واضحة للترويج الدولي لموسم مولاي عبدالله أمغار، بما في ذلك استقطاب صحفيين دوليين مثل مصور الوكالة الفرنسية للأنباء. هذه الخطوة كانت تساهم في تعزيز صورة الموسم على الصعيد الأوروبي والدولي. هذا العام، لوحظ غياب هذه الاستراتيجية، حيث لم يتم توظيف مسؤول متخصص في الصحافة الدولية والعربية، مما أدى إلى نقص في الترويج الإعلامي الدولي.
- تقليص الدعم المالي لوسائل الإعلام المحلية:
سجلت التقارير توزيع مبلغ 1000 درهم على كل وسيلة إعلامية محلية. هذا المبلغ لا يعكس حجم التقدير الحقيقي للجهود المبذولة من قبل وسائل الإعلام المحلية في تغطية الحدث. يُعتبر هذا التوزيع خطوة غير كافية، حيث يعزز من تمييع المشهد الإعلامي ويقلل من احترام العمل الصحفي، مما يمكن أن يؤدي إلى تدني جودة التغطية الإعلامية.
- دعم مؤسسات وطنية لممارسات سلبية:
تشير التقارير إلى أن بعض المؤسسات الوطنية الكبرى، مثل المكتب الشريف للفوسفاط وعمالة إقليم الجديدة، قد تكون دعمت أو تجاهلت هذه الممارسات السلبية في تنظيم الموسم. هذا الدعم غير المباشر لهذه التجاوزات يساهم في تعزيز الفوضى والتسيب في إدارة العلاقات الإعلامية.
- الدعوة إلى التدخل العاجل:
تطالب التقارير السلطات المحلية والجهات المعنية، بما في ذلك رئيس الجماعة الترابية لمولاي عبدالله أمغار، بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة الشركة المسؤولة عن تنظيم الموسم وضمان الالتزام بالمعايير المهنية المحددة في دفتر التحملات. كما يتم دعوة المكتب الشريف للفوسفاط وعمالة إقليم الجديدة إلى لعب دور نشط في معالجة هذه القضايا وعدم الاكتفاء بالمراقبة من بعيد.
- دعوة للحفاظ على أخلاقيات المهنة:
تدعو التقارير جميع التنظيمات المهنية في قطاع الصحافة والنشر إلى تجاوز الخلافات والتعاون لحماية القطاع من الممارسات غير المهنية. من الضروري الحفاظ على أخلاقيات العمل الصحفي وضمان احترام المعايير المهنية لضمان جودة التغطية الإعلامية.
تستدعي هذه الخروقات والانتقادات مراجعة شاملة لسياسات تنظيم موسم مولاي عبدالله أمغار لضمان تحسين إدارة العلاقات الإعلامية في المستقبل والعودة إلى المعايير العالية التي تميزت بها الدورات السابقة.

