8 مارس…؟

IMG 20180306 WA0096.jpg
كتبه كتب في 6 مارس، 2018 - 5:54 مساءً

 

نبض المجتمع  للكاتبة : سناء حاكمي.

بمناسبة 8 مارس الذي يعتبر عيدا للمرأة.
قررت ان اخرج عن المألوف الذي تعود عليه الكثيرين، الا و هو المعايادات، و التبريكات، و اهداء الزهور…
يا سادة يا كرام المرأة اكبر من هذا اليوم الذي خصصتموه لها، لم تعد تريد عيدا و لا أزهارا ، و لا حتى حقا، لان المرأة اخدت معاركا مع المجتمع، و مع القوانين،و حتى مع المعتقدات، معارك كسرتها احيانا و زادت من قوتها احيانا اخرى، لذا فلا داعي ان تمنوا عليها بيوم تذكرونها به او تتفضلون به عليها.
لقد تجاوزت النساء حوارات و مقالات التحفيز و الطبطبة، كفى … كفى. نريد مجتمعا يعتبر المراة كالرجل في كل حقوقه القانونية و الاجتماعية.
لان المرأة لم تعد تطلب بحقها بل اصبحت تأخذه.
و انا أكيدة ان المرأة تحتفل كل يوم بنفسها، و لا تنتظر منكم يوم عطف، و اهداء مني كامرأة لكل النساء اقول لكن: كلمات من أنثى  لا تجعلي نفسك موروثا اجتماعيا بل كوني انت كما اخترت لا تحبي رجلا حد الصبابة بل اجعليه مكملا لك لا اكثر لا تخجلي من جسم خلقت به بل اخجلي من عقل قيدوه لك ،كوني كما قال بيكاسو خليط من الألوان و كوني مخلوق بين الملائكة والبشر كما قال بلزاك و تحولي احيانا الى صحراء لا تصلح الا لزراعة الصبار و كما قال سقراط انت مصدر كل شيء…
لا تضعفي امام عاطفة بلهاء تاخدك الى الهاوية
و لا تجعلي اريجك يفوح للأغبياء بل اجعليه في الظل كي يفوح اكثر… و لا تنسي انك دائما منبع للسعادة و السرور
مهما كنت و كيفما كنت… الحياة صعبة و احيانا قد بجرحك كلام سفيه من السفهاء ولكن تذكري دائما ان الصواعق لا تضرب إلا القمم…

اما المهم و الأهم هي تلك المسكينة المقهورة التي نساها العالم .
انها المرأة القروية، او تلك التي تسكن بين الجبال ، و بما انها اولى بالاحتفال و التفكير بها فلنحاول جميعا الالتفات لها.
و سنكتفي في هذا المقال المتواضع بوضع المجهر على الجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية التي تهتم لواقع وضعية المرأة القروية، لأن البُؤسُ والشقاء والمعاناة والحرمان والفقر والعزلة؛ هو العنوان الذي تتّسم به حياة المرأة القروية المغربية في القرى والبوادي، بمعنى آخر موقع المرأة الجبلية.
و ضمن تحركات هذه الهيئات الحقوقية وداخل دولة الحق والقانون، يطرح هذا الموضوع الإشكالي ذاته كإشكالية حقوقية وواقعية ملموسة ويستحضر وجوده التدبيري المسؤول عما تعيشه هذه المرأة من معاناة يوما بعد يوم، ومما تتعايش معه من مأساة بدءا من بؤس الطبيعة وقساوتها ومرورا بانتهاك حقوقها ،و وقوفا عند إهمالها ونسيانها.
كل هذا وذاك يطرح ذاته ووجوده أمام دولة حقوقية والقانونية وأمام كل الهيئات الحقوقية التي تتحدث باسم المرأة والتي لم تعر أي اهتمام لقضية المرأة القروية ومعاناتها.
اين هي تلك الهيئات التي صدعت رؤوسنا ليل نهار صباح مساء بالمرأة وبحقوق المرأة؟ ماذا عن معاناة المرأة القروية؟ وإلى متى ستظل معاناتها وسط هذا البرد القارس و سقوط الثلوج ؟؟
وإلى متى سيبقى إهمال هذه المرأة داخل دولة الحق والقانون؟ أليست من هذا الوطن ؟؟
أم أن المرأة مجرد سلعة يتمتع بها الاعلام الذكوري ؟؟. هذا مايدافعون عنه و ما يحاولون التشهير به فقط. سوآء أردنا أم لم نرد فهذه حقيقة لا غنى عنها، فالإعلام لا يدافع عن كل ما هو إنساني قيمي مبدئي وإنما يحاول تجريد الإنسان من هويته الإنسانية.
وما موقع هذه المرأة القروية داخل هذه الضجة الإعلامية؟ ؟؟
التي بدورها تتحدث عن حقوق المرأة وعن حرية المرأة…. أم أن الأيديولوجيات الخارجية و البعيدة عن حقيقة مجتمعاتنا استحوذت على على اعلامنا و كتابنا الذين لا ينقلون سوى تفسخ ثقافة متشردة و منحرفة ، بعيدة عن الإنسانية والتي تهيمن عليها المادية. لذا فلا حرج أن لا ينقل هذا الإعلام المنسلخ بدوره واقع هذه المرأة عبر ضجة اوراقه و شاشاته العمياء.
فنحن كنساء المجتمع المدني و كنساء المجال الحضري نقول لكم كفى كلاما عنا و عن حقوقنا لاننا أصبحنا مؤهلين للدفاع عن انفسنا و كفاكم لعب دور البطولة في هذه التفاهات.
بل التفتوا لتلك المسكينة المقهورة التي لا حولة لها و لا قوة و وجهوا أقلامكم و شاشاتكم و كلماتكم القوية أتجاهها.

مشاركة