الرئيسية آراء وأقلام قناة “فرنس 24” وتحاملها الغير المفهوم على المغرب

قناة “فرنس 24” وتحاملها الغير المفهوم على المغرب

Screenshot 2021 11 05 20 15 00 04 a23b203fd3aafc6dcb84e438dda678b6 2.jpg
كتبه كتب في 20 نوفمبر، 2021 - 9:37 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي/ رئيس التحرير

تعودت القناة الفرنكوفونية “فرنس24” على المس بمؤسسات الدولة المغربية وبرموزها،في مشهد بئيس،يضرب في العمق المهنية والحياد،المفروض أن تتحلى بهما القناة المشبوهة.

وتكشف  بعض الجزئيات حجم الدسائس التي كانت إلى وقت مضى مقبورة.وهي في الأغلب والأرجح تؤرخ وتوحي لمسائل فضيعة..بل تعري حسن النوايا …وتضع قناة كفرنس24 على المحك بسبب تحاملها الغير المفهوم والغير المبرر على المغرب،من خلال محاولة التشهير برموزه،وتقزيم دوره في افريقيا،والأدوار الطلائعية التي لعبتها المملكة في الكثير من القضايا ،ذات الصلة بالمغرب العربي الكبير،وحشر أنفها في قضايا هي مغربية مغربية.

فلو دققّنا في جل العثرات التي قامت بها هذه القناة نكاية في هذا الوطن لتبين لنا بأن معاول سياسة التحقير والتقليل من الشأن بدت واضحة للعيان .دون تقديم أية مبررات أخرى.وأن التحيّز والانحياز بديا واضحان.ضمن سلسلة من الاستصغار المبرمجة.وفقا وخدمة لأجندات هم أعلم بمن تخدمه..

وسبقني الاستاذ جمال نصر الله،أن قال في ذات الموضوع ، إن الانتقائية في الخطاب الإعلامي وعملية اختيار الضيوف..ونوعية القضايا السياسية والاجتماعية المُقدمة للمشاهد من قبل هذه القناة،تبدو في الظاهر دوما منمقة ومغلفة بإطار من التعددية والمساواة المزعومة (أي حسب طبعتها الفرنسية وشعاراتها التي لا تصلح إلا في إطارها الجغرافي) لكنها في الأثر والتأثير النفسي تعود بالنفع على خدمة أغراض أخرى باطنية  لا يفهمها العامة من الناس…بل أصحاب العقول التي تفقه في السياسة والألاعيب السوسيوتاريخية..والتي  هي في الأصل من بنات المدرسة الكولونيالية…هكذا نقولها بالاختصار المفيد ..حتى نقرب الفكرة أكثر..ونفهم فهما جليا عن أن أعداء الأمس لن ينقرضوا من على وجه الأرض .ولن يتوبوا عن غرائزهم العدوانية؟

فالمفروض على قناة تدعي المهنية،أن تبحث في المواضيع المعنية بالنقاش قبل اختيار الضيوف،أن تتوفر على معطيات رسمية وليس على أخبار جلها بتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي،أن تضمن النقاش الايجابي على البلاطو،من خلال الاختيار المناسب للضيوف وتقارب المستويات،والتزام الحياد في طرح الأسئلة.

لأنه وللأسف الشديد،خلال تناولها للقضية الوطنية،نجد القناة،تتحامل بشكل كبير على القضية ،وتنحاز بشكل واضح الطرف الثاني،بل تدخل كطرف في النقاش ،دون أن تدري،بل تتعمد اختيار الصحافي المناسب ،الذي أكيد سينفذ التعليمات ،الموجهة إليه من قسم المراقبة والإخراج،والتي تحمل بالتأكيد خلفيات مغلفة بالحقد والكراهية للمغرب،ناهيك،عن تعمد قطع مداخلات الضيوف المغاربة،الذين بالمناسبة،أظهروا حنكتهم المعرفية ومعرفتهم الدقيقة لأصل الصراع ودوافعه الرئبسية،بل،وهذا بشهادة الجميع،تفوقوا حتى على معدي ومقدمي البرامج في كثير من الأحيان.

فالمغاربة يدركون من يقف وراء هذا الخبث،ولا يهتموا لأمره،لأنهم ماضون الى الأهم،ولن تفلح لا هذه القناة ولا غيرها بالمس برموز الدولة،أو بمؤسساتها،أو تغليط الرأي العام المغربي،أو حتى النجاح في التشهير بمجموعة فاعلة،لها دورها في التعريف بالقضية الوطنية دوليا.

وتعتبر القناة ما تقدمه إعلاما حرا نزيها،يرقى الى أعلى المستويات،لكنها في الحقيقة،وهذه شهادة الخبراء في الإعلام،تجتر الماضي الدفين،وتحاول توجيه الرأي العام خدمة لأجندة لا يعلمها كل الناس،والدس بأسماء لا علاقة لها بالصحافة لتغليب هذا على ذاك،أو بعثرة أوراق البعض،وإلا ماذا تسمي ما تقوم به هذه الأيام خلال تغطيتها لأحداث السودان, وقبل ذلك اليمن وسوريا،مع الابتعاد على كل ما هو فرنسي.

القناة تشتغل وفق منطق خاص،موجه من قبل لوبي اعلامي سياسي،لخدمة أجندة خاصة،أو بعبارة أدق،نافذة لتمرير السهام،وتوجبه الرأي العام العالمي،وتغيير الحقائق،من خلال اختيار الضيوف والاجتهاد في تركيب الصور وتزييف الحقائق،في ضرب واضح لمبدأ المهنية والحياد،اللذان تتشدق بهما القناة المسكينة.

مشاركة