سماح عقيق/ صوت العدالة.
قطاري كان يسير بخطى ثابتة، الى ان توقف في محطة، فوجدها مغايرة على ماإعتاده، سحر بها ووثق فيها وإرتاح لها وقال سأنهي رحلتي هنا، فلما ألفها غدرت به، ونسيت او تناست مقالته في اول وقوف.
حياتنا محطات نمر بها، وقطاري لن يتأثر او يتعثر، بالعكس نجاحه وطموحه في استمراريته، وكثرة كلامه دليل على طيبوبته وصفاء قلبه، الذي لا يعرف الحقد او الشر او التلاعب، قطاري ليس كسائر القطارات كلما مر بمحطة يقف عندها، ينظر يتأمل ثم يتابع سيره، دائما يحن الى ذكريات الماضي الجميل بحلوها ومرها، لكن سأكمل مسيرتي حتى أحقق ما اريد، سأخلق السعادة لنفسي ولن أنتظر اي شيء من أحد .
فالحياة مستمرة ولن تتوقف إلا بالموت فالموت لابد منه، لكن أن تعيش مهزوما وذليلا يعني أن تموت يوميا، فلا يغرنك إرتقاء السهل إذا كان المنحدر وعرا .
فقطاري ثابت، لن تهزه ريح، صلب متين محطاته علمتني أن اكون ناعمة مثل الاوراق، وصلبة كالجذور، وخشنة كالساق، وطيبة كالعطر، علمتني أن اجمع بين الجمال والقسوة في آن واحد، الجمال لمن يقدره، والقسوة لمن يلجأ للخداع .
بإختصار، هذا هو قطار حياتي، اللهم أمدد بأعمارنا على طاعة الله وتقواه حتى نؤدي رسالة الحياة التي أرادها رب العزة جل جلاله.
