الرئيسية أحداث المجتمع ذكرى رحيل العالم الكبير والإطار التربوي أستاذ الأجيال بالداخلة وادي الذهب: لشياخ ابن الشيخ الجليل محمد المصطفى ابن تكرور اليعقوبي الموسوي

ذكرى رحيل العالم الكبير والإطار التربوي أستاذ الأجيال بالداخلة وادي الذهب: لشياخ ابن الشيخ الجليل محمد المصطفى ابن تكرور اليعقوبي الموسوي

IMG 20210213 WA0326.jpg
كتبه كتب في 14 فبراير، 2021 - 1:20 مساءً

عدنان لشكر -صوت العدالة-

يعد العلامة الأستاذ الأشياخ بن تكرور أول مدير لثانوية الحسن الثاني بالداخلة وكان المسار العلمي والمهني لهذا لأستاذ الجليل ثريا وإشعاعه التربوي غنيا وحافلا بالعطاءات والإنجازات و تَسنم الرتب العليات ، و التي استحقها بما تميز به من قيم التضحية والإجتهاد والصبر والمثابرة  التي طبعت شخصيته المتفردة.  وإلى اليوم لايزال عطاءه  الفَياض بفضل الله متجددا ومتوقدا ، فمكتبته العامرة و بيته الكريم بمدينة الداخلة يعتبر قبلة للباحثين و الطلبة الدارسين ، ومختلف المهتمين بالعلم و الفكر والثقافة ، كما تعزز  إشعاعه العلمي بصدور كتابه الموسوم بــ (الجمع الرفيع على قاطرة التسبيع ) سنة 2015 . وهو كتاب فريد في موضوعه ومنهجه ، يعبر – حفظه الله تعالى – عن مرامه ومقصوده منه بقوله في مقدمته: (نيتي هي جمع ما تيسر جمعه من السر الكامن في التسبيع راجيا من سر كل سبعة  أن تكون لي حصنا في الدنيا وللأبناء السبعة من مكارهها والمسلمين وكل من قرأ هذا الجمع .. ذلك أنني فكرت في جمع ماتيسر جمعه من كل سبعة مهما كان مصدرها وموضوعها ومغزاها، باستثاء مالايليق جمعه مع عظمة الله من السر المأثور عن السبع أو في السبع من كل شيء دون أن أغفل ما أمكن حصره من لفظها في العد بها ومثاله سبعة عشر أو سبعة ..)

والكتاب هو موسوعة علمية وثقافية وتاريخية ، يضم أزيد من ألف فائدة ، و يتألف من سبعة أبواب  تتبع فيها المؤلف مسألة التسبيع في القرآن والحديث والسيرة النبوية والفقه ، والثقافة والتربية والتاريخ العربي و الإسلامي ، وأتى في كل باب منه بنكت و فوائد علمية لطيفة و فرائد جمة طريفة.

ويعد العلامة الأستاذ الأشياخ بن تكرور من بين الشخصيات في الجهة التي جمعت بين التحصيل العلمي المتين والعطاء المهني الأمين، وزاوج بين العصامية  في تكوين وبناء شخيصته العلمية من جهة ، والعمل الميداني المعطاء في مجال التربية والتعليم ، وتحمل تكاليف هذه الرسالة النبيلة بكل اخلاص وتجرد ونكران للذات . إنه أنموذج حي ينبغي التنويه به و رفع ذكره في كل المحافل التربوية و الإحتفاء به على مختلف الأصعدة والمستويات ، وخاصة في الوسط التعليمي بالجهة ، تعريفا لناشئتنا  به وبأضرابه من العلماء والأعلام الفضلاء ، سبيلا إلى استلهام  قيم الإجتهاد و التضحية والمواطنة الصالحة  من معين سِيَرهم ومساراتهم النابضة بالعطاء و الرقي الإنساني.

ولا زالت ذكرى المرحوم العلامة ستجدد بالذكر كمكون وإطار تربوي وتعليمي على المستوى الوطني عموما ،والجهوي على وجه الخصوص ، و استلهام قيم التضحية و العطاء من سيرته ومساره الحافل ،والذي نقف ونهدف به إلى تعزيز ثقافة الإعتراف بالجميل والوفاء لما قدمه من جسيم التضحيات، و عظيم العطاءات في الحقلين التربوي والثقافي بجهة الداخلة وادي الذهب.

لذلك نستحضر لحظة ماتعة من مجلس طيب معه في بيته العامر قبيل وفاته بشهور أكرمنا فيه بكؤوس دهاق من عيون الأدب ولطائف الحكمة ودرر البيان

فرحم الله الوالد والعلامة وأبقى في الصالحات ذكره وبارك في عقبه وأهل بيته آمين .

لتختم في الأخير بعيون المراثي التي جمعت خلال الرجل ومناقبه الجمة هذه المرثية الرائعة للأديب محمدو ولد داده:

دمع العين ابلا فيك اليوم .. عت اجميل اتسيل ومتهوم
عنك گاع اتسيل ومعلوم .. فيك اتسيل اص گاع وسيل
كنت اتسيل اعل شوف آگوم .. اكنت اتسيل اعل بل امسيل
واليوم اخلعن مصدوم .. فالعالم لكبير الجليل

لديب الِّ كيفُ لشياخ .. لمنحوِ لفقيه العقيل
الحكيم امالو لشياخ؟ .. ايو سيل اص جاك الليل

اباكيه الِّ فر اغلٍّ .. من فعلَ والفر اعلِّ
من فعلَ والفر امل .. من فعلَ وساه الجليل
الجميل افلعل والِّ .. من لقوال اكرد ذاك الميل
گولُ كيف ال محلِّ .. وفعلُ زاد اعل الگول ادليل

وقادم زاد اعل رب اكريم .. الا خالگ يكون التسليم
يكشيه ابجنات النعيم .. ويوم الحشر لجاه اشيل
راص انعامه فيه. ولقليم .. الطف بيه أراه ولگبيل

وابارك فاهاليه ولعيال .. الطف بيه اللطف الجميل
ويا الجليل الجميل الحال .. يصلح يا الجليل الجميل .
.

مشاركة