صوت العدالة – متابعة
البستيون السعدي من الابراج العسكرية الدفاعية المهمة التي بنيت في القرن السادس عشر خلال فترة حكم دولة الاشراف السعديين وهو من بين اربعة عشر معلمة مشابهة له تتواجد بكل من فاس العرائش ومراكش فهو معلمة عسكرية تاريخية تعود لعهد احمد المنصور الذهبي الذي حكم بين 1578 و 1603 حيث بني قبل بناء بستيوني فاس بقليل يتميز بطابعه العمراني الايبيري الاندلسي ويعود ذلك الى ان تشييده تم على يد الاسرى المنحدرين من الموانئ والمدن البحرية الاوربية
يقع في اقصى الجنوب الشرقي للمدينة العتيقة بتازة والتي هي في الاصل عبارة عن هضبة حيث يتخد شكلا مربعا بمساحة تصل الى ستمئة وتسعة وثمانين مترا مربعا طول اضلاعه ستة وعشرون مترا وارتفاع واجهته الداخلية تصل الى عشرون مترا وسمك حيطانه ثلاثة امتار وسطحه فيبلغ علوه ثمانية امتار في حين تصل واجهته الخارجية ثمانية امتار كما يشتمل على عدة مستودعات للمؤونة وخزانات المياه والعتاد العسكري مما يجعل منه برجا عسكريا متحكما في المناطق المجاورة والمحاذية للطريق نحو الجهة الشرقية للمدينة في اتجاه الايالة العثمانية انذاك الجزائر وخطا دفاعيا اماميا لحماية ممر تازة من هجمات العثمانيين وما يعنيه من حماية مدينة فاس عاصمة الملك انذاك
ان الطابع العسكري للبرج يجسده بالاساس اعتباره موقع لتمركز المدفعية حيث يضم سبعة مواقع للتصويب اضافة لبرجان صغيران مهمتهما المراقبة والتصويب بالاساس
بالاضافة الى طابعه الدفاعي العسكري خاصة في الفترة السعدية فقد لعب البستيون السعدي ادوارا اخرى حادت عن مهمته الاصلية في فترات زمنية مختلفة نذكر من بينها استغلاله كسجن للمعارضين او كموقع داعم للمتمردين استغلال ابن محرز له وتحصنه به في صراعه مع المولى اسماعيل والذي لم يتمكن من السيطرة على تازة الا بعد سيطرته على البستيون السعدي واستغلاله من طرف الروكي بوحمارة في تمرده على السلطة الشرعية انذاك اضافة لاتخاد القوات الاستعمارية له موقعا للسلاح والذخيرة في اطار مواجهتها لمقاومة القبائل المجاورة للمدينة
يعرف البستيون السعدي ترد وتدهورا خطيرا في وضعيته كبناية تاريخية مما يهدد وجوده مستقبلا خصوصا امام قيام الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ببناء صهريج ماء محاذ له دون مراعاة لحرمته كمعلمة تاريخية او لمكانته كتراث عسكري وطني خاصة امام تصنيف نازة سنة 2018 تراثا وطنيا من طرف وزارة الثقافة والاتصال المغربية.
