الرئيسية آراء وأقلام دفاعا عن ترسيم السنة الأمازيغية

دفاعا عن ترسيم السنة الأمازيغية

IMG 20210104 WA0018.jpg
كتبه كتب في 4 يناير، 2021 - 10:16 صباحًا

صوت العدالة – ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.
ممثل المنظمة الدولية للفن الشعبي IOV.

كم نحن أحوج ما نكون , الى نشر وإشاعة ثقافة التسامح والحوار والعيش السلمي والقبول باختلافنا وتنوعنا الثقافي ، الذي يشكل هويتنا الوطنية ويقوي لحمتنا ووحدتنا على مواجهة كل التحديات .
كم احوجنا الى القبول بالحق في الإختلاف ونبد النعرات البغيضة التي تحجب كل المعاني السامية في وجدان شعبنا الواحد .
فأهمية تعميم الثقافة الوطنية ، التي تميزنا عن غيرنا ، بمعارفنا وعلومنا وفنوننا وعاداتنا وثقاليدنا ، والتي تجسد حضارتنا الضاربة في عمق التاريخ ، لتعزز مبادئ الولاء والانتماء، وتعميق ارتباطنا بوطننا وجعلنا نعتز و نفتخر به وبأصالته كفيل بصون هوية وثاقفة أجيالنا .

فالثقافة عموما هي ظاهرة مركبة لا يمكن تناولها دون رصد تركيبتها فهي جزء منا ونحن جزء منها وهنا اخص بالذكر ثقافتنا الامازيغية التي تشكل جزئا كبيرا من هويتنا ومن تاريخنا والتي علينا ان نستحضرها في بداية كل احتفال بالسنة الميلادية، فهي لحظات وعي هوياتي مستعاد ومستمر .
واذاكانت الثقافة الوطنية ، والثقافة الشعبية على الخصوص، مكونا أصيلا و اداة لتأصيل الوحدة الوطنية، وتعزيز الهوية والانتماء الوطني، وبناء مجتمع دمقراطي، لازال الشارع يتساءل عن مدى تحقيقه مند سنة ميلاد دستور 2011 ، وبتعزيز خطاب الاصلاح الحقيقي والعميق للمشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتفعيل جهود نشر ثقافة حقوق الانسان والتي عززت بمؤسسة دستورية ما فتأت تدافع عن الحق في التنوع الثقافي والحق في الخصوصية والاختلاف، وهي المجلس الوطني لحقوق الانسان ولجانه الجهوية .

لقد آن الأوان لإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها على غرار الأعياد والعطل الرسمية المنصوص عليها في المرسوم رقم 169-77-2 بتاريخ 9 ربيع الأول 1397 (28 يبراير 1977) بتحديد لائحة أيام الأعياد المسموح فيها بالعطلة في الإدارات العمومية والمؤسسات العمومية والمصالح ذات الامتياز.
فلم يعد يفصلنا عن رأس السنة الأمازيغية، سوى 11 يوما، يوم 13 يناير 2021، الذي سيوافق فاتح إناير من السنة الأمازيغية 2971، حيث نأمل جميعا ان يستجاب لمطلب لم يتوان احد منا بمختلف مشاربنا الفكرية واختلاف آرائنا عن التعبير عنه والمناداة اليه.
فالامازيغية ثقافة الوطن والاقرب الى نسيج الشعب المغربي الذي هي جزء من اجزاء ثقافية و تشكل هويته وذاكرته الحية .

ودون ان ارجع بكم الى كل مواد الدستور و القوانين والقرارات الهادفة الى تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية ، وادماجها في التعليم ومختلف مجالات الحياة العامة بصدور القانون التنظيمي رقم 16/26 ، ودون الرجوع الى خطاب جلالة الملك بأجدير التاريخي.
الا انه ارى لزاما أن اي تسامح مع الآخر يفرض علينا اولا ان نكون متسامحين مع دواتنا وهويتنا وتنوعنا الثقافي ، علينا ان نعمل من خلال برامجنا التعليمية وباللغتين العربية والأمازيغية و بكل لغات العالم خاصة أننا نعيش عصر عولمة الثقافة بإمتياز من خلال زخم استعمال وسائل التواصل الإجتماعي التي عملت على تفعيل العمق الانساني للثقافة والانتقال من الثرات والموروت المحلي والوطني الى افاق إنسانية عالمية عبر تقارب وحوار الثقافات وصون تعددها وتنوعها .
اقول علينا أن نزرع قيم تنوعنا الثقافي بالعمل على ترسيم السنة الأمازيغية .

مشاركة