الرئيسية آراء وأقلام 17 أكتوبر اليوم العالمي للقضاء على الفقر ماذا تحقق في ظل استفحال الرأسمالية المتوحشة؟؟

17 أكتوبر اليوم العالمي للقضاء على الفقر ماذا تحقق في ظل استفحال الرأسمالية المتوحشة؟؟

FB IMG 1600939372424 4.jpg
كتبه كتب في 17 أكتوبر، 2020 - 11:06 صباحًا

بقلم:ذ. نورالدين بوصباع

” لا يوجد شيء اسمه بلد فقير فقط يوجد نظام فاشل في إدارة موارد البلد”
نعوم تشومسكي

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة، كيف يمكن أن نتحدث عن استراتيجية دولية للقضاء على هذه الآفة الاجتماعية المقرفة والخلل الاقتصادي العميق والتمييز الطبقي الصارخ في ظل غياب اي تصور متكامل حول الديناميات الكبرى لتجاوز هذه المعضلة الحقيقية التي تشكل وصمة عار.
كيف يمكن أن نتحدث عن القضاء عن الفقر في ظل سوء التوزيع للخيرات والثروات واحتكارها من طرف المونوبل الجشع الرأسمالية والرجعية المتحالفتان؟ وكيف يمكن ان نتحدث عن القضاء على الفقر وتهريب الأموال والخيرات إلى الخارج على أشدها؟؟ وكيف يمكن أن نتحدث عن الفقر وفي ظل احتكار فئات ونخب محظوظة للخيرات في حين تتم ممارسة سياسة التفقير والتهميش ضد الجميع حتى يظلوا يصارعون وكينونتهم من أجل البقاء وحتى لا يطالبوا بتغييرات جوهرية عميقة في بنية المجتمع.
العالم الذي خصص يوما عالميا للقضاء على الفقر هو العالم ذاته الذي يحرق أو يتلف أو يرمي في عرض البحر الملايير من المنتجات الفلاحية خوفا من المضاربات و فقدان المنتجات لقيمتها المالية في الوقت الذي نجد أن هناك بشرا عبر العالم محرومين في أمس الحاجة إليها، وهو العالم ذاته الذي يقيم الحروب هنا وهناك وخاصة في رقعتنا الجغرافية المسماة بالشرق الاوسط للاستئثار بمصادر الطاقة المهولة في حين يتم تدمير بنية هذه المجتمعات وتجويعها وتفقيرها و جعلها رهينة للمساعدات الدولية، وهو العالم ذاته الذي ينهب ويسرق ويسطو على خيرات الامم و يهربها إلى الملاذات الآمنة و يترك الناس يتجرعون فقرهم وتهميشهم وسوء حظهم في الحياة.
في المغرب رغم كل المخططات للقضاء على الفقر ومحاصرته من خلال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فإن أغلب هذه المشاريع لم تكن في المستوى المطلوب ولم تحقق النتائج المرجوة منها رغم الاعتمادات التي خصصت لها لرفع التهميش والفقر عن الناس البسطاء إما لأنها نُهبت أو سُرقت من من تكلفوا بتنزيلها إلى ارض الواقع في ظل غياب الشفافية والوضوح، أو لأنها مشاريع لم تُدرس بشكل موضوعي وكان مآلها الفشل ولاشك أنكم لاحظتم مثلا مصير العربات التي أعطيت لبائعي الخبز والخضارين وبائعي الفواكه التي هي الآن كومة من الخردة، وكيف خرج هؤلاء المكلفون بها بأموال حاولوا تبييضها في مشاريع مدرة للربح.
في اليوم العالمي للقضاء على الفقر وفي ظل استئساد الرأسمالية المتوحشة يظل موضوع الحد من الفقر مسألة سياسية أكثر منها اجتماعية، فالرأسمالية المتوحشة لن تتورع في ممارسة التفقير والتجويع ضد الدول والشعوب التي لا تسير في خطها أو توجهها الرأسمالي وأنه قد آن الأوان للتفكير في بتوجه إنساني يحفظ كرامة جميع البشر فوق هذه البسيطة.

مشاركة