بقلم: هند بومديان
أمتنع عن إزاحة ناظري عن الأفق ، و لا أعلم أي تاريخ كان عطر الفراق المتسرب من جلد النجوم.. علقت بقايا حروفي في جوف القمر و هو يتلذذ من جوى عتابي ، وقفت بذهول في حقول التعب …شاخت اللحظة بين أحضاني لطالما أخطأت في احتواء عوسجة فنسيت ألواني في عراء الماضي الكئيب ، كسرت صوت انحنائي وشاخ الحاضر المدجج بالإحتضار على خاصرة عمري .. ف امتزج هذيانه بخوفي و هو يرمم تاريخ العشق بذاكرتي ، عجبا أنزل بكل ترسانتي وأسلحتي لأنجو من هذه اللحظة العبثية كنبرة صمت علني أصحو على صوت قافيتي ، لن أنتهي ، و لن تصدمني ظنوني …. يتراقص هودج الضياء في أصيص فرحي … أناجي طيفي بخجل و تلاوين غربة سرقتني بتمهل فطوبى لمن جاء في موسم الحصاد الحزين ليزرعني ، إختلط الوميض بالدجى . مستغربة ريشة أصابعي وهي تمر على حدود كأسي الفوضوي و تسألني أين اختصمنا؟ ومتى رحلنا؟ ، أقف في مهب الإنعتاق فالضعف أصبح يتملكني بلا معنى بلا عنوان و تجيبني روحي …الضعف يرسمك كما يشاء عابرة فقط كوني كما تريدين . أفتش عن أحد يشبهني في بقاي ذاتي في خراب نبضي الأحدق . أتهجّاه. و هذه الحياة بلا معنى .
و أسألني أاكون أنا التي لست فيه … أنفض غبار الأسى من واقعي و من على مروج ذاكرة الضوء و أخبر نفسي أن عليها المغادرة إلى تلك المحطة المتآكلة في حضن الإستسلام . أروض الليل ليمتطي قصائدي .فرغبتي في ارتداء حلة ميلاد جديدة ستغنيني عن هذا الضياع الملتحي برماد الأفق.
بلاهة الصوت إخترقت هسيس أفكاري.
أناجي طيفي بخجل وأنا أفتش عن بقايا روحي لأنساه. و أنفث الدفء في حضرة الخافق .. ليغفو النبض قليلا ..
ففي أي هجر، أحدّق؟
و من ترك فيني المواجع .. لأستمد الشوق من عيون القمر
ما من أحد عبر الجرح وتجاوز البدء على صهوة الأمسيات..
فهل فهم عمري النهايات؟..
من على شرفة الامل أزيل ماتبقى مني في أعماق ذاتي …أحلق من على أطراف حدود الواقع..و يتسلق الحنظل لساني إلى دوح التعب…
يفتح له معبر المرور في إكتمال الصورة..
إشتعلت النيران بغير جناج ..فتسللت أوجاع الكلمات من قرارة يأسي لتلوح كسراب ..
إنها تناديني لأصحو من سباتي: إنهظي هنيدة لدينا أشغال كثيرة …
انهارت تأملاتي و أنا أقرأ تراتيل أمنيتي ..طرحت فنجاني في دهاليز الصمت المطبق..
وجدتْ على شرفة الأمل صدى الهتافات القمرية .. تنفض حقائب بلون النجوم… تطايرت من مشنقة القهوة الصباحية.
كلما دارت بها الأوقات تعانقني ف تزهر كلماتها …
لبيك عابرة … …
…
