الرئيسية ثقافة وفنون وجدة في حاجة إلى حدث دولي: كيف يمكن لمعرض الكتاب أن يرتقي إلى التطلعات؟

وجدة في حاجة إلى حدث دولي: كيف يمكن لمعرض الكتاب أن يرتقي إلى التطلعات؟

IMG 20240424 WA0025.jpg
كتبه كتب في 24 أبريل، 2024 - 7:46 مساءً

انس خالد/صوت العدالة

مدينة وجدة، بتراثها الثقافي الغني وموقعها الجغرافي المميز في شرق المغرب، تستحق حدثًا حقيقيًا ببعد دولي. ومع ذلك، يبدو أن النسخة الرابعة من معرض الكتاب في وجدة لم تحقق التوقعات، حيث شهدت انخفاضًا في مستوى التنظيم والفعاليات. هذا المقال يسلط الضوء على التحديات التي تواجه المعرض، ويقترح بعض الحلول لتعزيز نجاحه في المستقبل.

يشعر العديد من الزوار بأن النسخة الرابعة من معرض الكتاب كانت دون المستوى، سواء من الناحية التسويقية أو من حيث مستوى الناشرين والفعاليات المصاحبة. رغم أن المعرض استقطب حوالي 50 ألف زائر، إلا أن هناك تساؤلات حول مدى فعالية التسويق للمعرض. هل هذه الأرقام تعكس الواقع، أم أن التسويق لم يكن كافيًا لجذب المزيد من الاهتمام؟

من ناحية الفعاليات، يلاحظ العديد من الزوار نقص التنوع والجودة في الندوات والفعاليات المصاحبة. رغم وجود بعض الندوات المثيرة للاهتمام، إلا أن النسبة الكبيرة من الفعاليات باللغة الفرنسية أثارت استياء بعض الزوار، خاصة في معرض يفترض أن يعكس التنوع اللغوي والثقافي في المنطقة المغاربية.

المعرض كلف أكثر من 600 مليون سنتيم، مما أثار التساؤل حول ما إذا كان يستحق هذا الاستثمار. هل فعلاً ساهم المعرض في تسويق مدينة وجدة وإعطائها البعد الدولي الذي تستحقه؟ كما أن العلاقة بين السهرات المنظمة في إطار معرض الكتاب وموضوع المعرض نفسه تبدو غير واضحة. قد يكون التركيز على الفعاليات الثقافية المرتبطة بالكتاب والأدب أكثر انسجامًا مع أهداف المعرض.

وكالة تنمية جهة الشرق تتحمل جزءًا من المسؤولية عن فشل الترويج للمعرض، نظرًا لغياب استراتيجية ثقافية حقيقية في المدينة. إن التقاط الصور والبهرجة ليس كافيًا لإحداث تأثير دائم في المجتمع. يجب التفكير في استراتيجيات تسويقية تتجاوز الحدث نفسه وتساهم في تعزيز مكانة وجدة على الساحة الثقافية.

لتغيير هذا الواقع، يجب التفكير في تنظيم حدث دولي حقيقي يمكنه تنشيط المدينة في مختلف المجالات، مثل الثقافة والاقتصاد والسياحة. يمكن الاستفادة من تجارب مدن مغربية أخرى، مثل المعرض الدولي للفلاحة في مكناس، ومعرض الكتاب في الرباط، ومهرجان كناوة في الصويرة، وغيرها. مثل هذه الأحداث تخلق فرصًا كبيرة للترويج للمدينة وتعزيز اقتصادها السياحي.

من بين نقاط الضوء القليلة في معرض الكتاب بوجدة، يأتي فضاء الشباب. رغم أنه خاضع لتوجيه الكبار والرقابة، إلا أنه يوفر فرصة للشباب للتفاعل مع الثقافة والكتاب. يمكن تطوير هذا الفضاء ليكون منصة لتبادل الأفكار والتعلم، وربما تنظيم فعاليات خاصة بالشباب تزيد من جاذبية المعرض.

مدينة وجدة تستحق حدثًا دوليًا حقيقيًا يعكس ثراءها الثقافي ويعزز مكانتها على الصعيد الدولي. لتحقيق ذلك، يجب التفكير في استراتيجيات تسويقية فعالة، وتنظيم فعاليات ذات جودة عالية، والابتعاد عن البهرجة دون مضمون. على وكالة تنمية جهة الشرق والمجتمع المحلي العمل معًا لتحقيق هذا الهدف، من خلال دعم الفعاليات الثقافية والعمل على تعزيز دور وجدة كمركز للثقافة والإبداع.

مشاركة