الرئيسية أحداث المجتمع ميزانية مدينة زاكورة.. آلية لتدبير الشأن العام أم وسيلة لاسترزاق النخب

ميزانية مدينة زاكورة.. آلية لتدبير الشأن العام أم وسيلة لاسترزاق النخب

IMG 20181021 WA0039.jpg
كتبه كتب في 21 أكتوبر، 2018 - 8:43 مساءً

 

تحقيق الاسبوع . (الجزء الأول)
من اعداد : عبد القادر السباعي
صوت العدالة

 

“أش خصك العريان .. الخاتم أمولاي”..في خضم ما تعيشة المنطقة النائية الأكثر فقرا وتهميشا في تخوم الجنوب الشرقي، تبرز الى السطح مقولة ” كثرة الهم ..تضحك”، فخلال أشغال المصادقة على مشروع ميزانية 2019 الذي صادق على تفاصيلها المجلس الجماعي لمدينة زاكورة.. ليفتح الباب من جديد أمام مسرحية سيكون مشهدها الاساس هو تبدير وهدر المال العام، وتكريس سياسة الفوضى المنظمة البعيدة كل البعد عن خطاب الحكامة تلذي روج له زهاء حقبة من الزمن.

الليشمانيا والبطالة والهدر المدرسي وضعف الخدمات الصحية بالاقليم كلها عوامل لم تكن في نظر المسؤولين كافية لاعادة النظر في ترشيد النفقات وتعزيز المجالات الاكثر تضررا .. والتركيز على تطوير مستوى الخدمات المقدمة للساكنة، خاصة وأن تجارب السنوات الماضية قد كسرت أفق الانتظار..

في مشهد يجسد “السكيزوفرينية” والتناقض صادقت نخب المجلس الجماعي على ميزانية بلغت 38 مليون درهم.. خصصت مبالغ مهمة منها كافية لتعيد ليعقوب بصره..مصاريف وللأسف بعيدة كل البعد عن واقع الحياة المعاش للانسان البسيط، الذي مل وكل وعود الدجل السياسي.. الذي سرع وثيرة تنامي الأزمة التي يعيشها منفيون في مدن الجنوب الشرقي.

من جهته أكد مصدر مطلع للجريدة، أن مشروع الميزانية الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه لم يراعى إحتياجات المواطن البسيط، حيث خصصت 60 مليون سنتيم للكازوال والمحروقات وكذا 45 مليون لإعادة تأهيل واصلاح أعطاب السيارات والمركبات في ملكية المجلس الجماعي.. إنه العبث وهدر المال العام خاصة وان حضيرة سيارات المجلس ولا المجال الجغرافي لا يتوافق مطلقا مع كل هذه المبالغ المرصودة ..ليطرح أكثر من سؤال؟

” لي غندو جداه فالعرس..مايبات بلاعشا”.. ففي سابقة وفضيحة مالية، يخصص المجلس حوالي 60مليون سنتيم للاستقبال، “استقبال الفضائيين”، 20 مليون منها لاقتناء الاعلام الوطنية والصور، و06 مليون لشراء واقتناء تحف فنية و الديكور والهدايا، في حين خصصت 20 مليون للولائم والاقامات والاطعام..و 10 مليون سنتيم لمصاريف الحفلات والانشطة الفنية للترفيه عن نخب المجلس..

” أنا مابقيتش لاعب” في معرض حديثه قال المصدر أنه في غاية الحسرة مما وصل اليه ممتهنو الاسترزاق من أموال الدولة المرصودة لخدمة المواطن والرفع من مستوى تنمية المنطقة، حيث أكد أن المجلس خصص ما يزيد عن 52 مليون كنفقات مجزأة بين 10 مليون للاصلاحات الاعتيادية للتجهيزات والحواسيب، و20 مليون للاوراق والسجلات و15 مليون لتغطية مصاريف لوازم إضافية ذات طابع معلوماتي من مداد وآلات الطبع وأزيد من 2 مليون سنتيم لتجديد أثات المكاتب.

وتحث شعار “النظافة طريق لأكل ونهب المال العام” خصص المجلس 142 مليون لأعوان النظافة و 9 مليون لشراء لباس الاعوان .. وهو نفس الرقم الذي خصص خلال السنوات الفارطة رغم أن المجلس يدرك يقينا ان المستوى الخدماتي المقدم في هذا المجال لا يتناسب والمبالغ المهمة المرصودة للقطاع.. من جهة اخرى ضاعف المجلس المبالغ المرصودة للمحافظة وصيانة المباني الإدارية من 20مليون السنة الفارطة الى 40 مليون هذه السنة، مما يؤشر أن المجلس عازم على اعتماد سياسة الصيانة ثم الصيانة.. مالذي يحدث بالضبط؟!!

أما بخصوص المجال الاخضر فقد سارعت قوى للدفاع عن مبالغ 34 مليون لتشجير مساحات بالاغراس.. وهو أمر إيجابي بالفعل اذا ما وجد السبيل لتحقيقه وأجرأته على ارض الواقع، لكن هذا لم يحدث، فالمدينة كما هي بمرافقها وحدائقها ومزابلها ظلت كما هي، اللهم بعض الاستثناءات الجزئية والعرضية .. فهي لم تبرح أن تكون بؤرة للاسترزاق النخبوي الذي يذر على أطراف معينة أموالا كان الأجذر أن توضع في خدمة الشعب.

” كل الطرق تؤدي الى السجن المحلي”.. ولأن زاكورة لا تحتضن آلا شارعا مؤهلا يقسمها نصفين، فالبناية الاكثر شهرة في المدينة هي مقر العمالة والسجن المحلي!! لكن مع ذلك أبت الهيئة المنتخبة إلا ان تخصص 17 مليون سنتيم لنفقات التشوير وأسماء الشوارع، ومبلغ 40 مليون كمستحقات للماء والكهرباء الخاص ببنايات إدارية تابعة للبلدية و15 مليون للهاتف والتواصل.. وكذا ميزانية مهمة لدعم المؤسسات الإجتماعية التي لم تذكر بالتحديد.

هذا وقد تم الاشارة الى نفقات التعويض عن المسؤولية التي بلغت 24 مليون سنتيم دون التطرق لمستحقيها بالتحديد.. في اشارة الغموض ” فكرشهوم العجينة”. و15 مليون سنتيم لشراء صباغة التزيين و02 مليون للجير .. ومليون لتغدية الحيوانات..” كون عطيتو 24 مليون للحيوانات ميبقاش فينا الحال”.

في معرض حديثه أشار المصدر أن ما يحدث بالمدينة من سوء التدبير والعبثية إنما هو نتاج النخب الانتهازية والوصولية التي لا هم لها سوى تسلق سلم المسؤوليات بعيدا عن الرقابة والمحاسبة، مؤكدا رفضه التام لمشروع الميزانية الذي وصفه ب ’’المهزلة والاسترزاق’’..

مشاركة