قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، تعليق العمل ببرنامج قرعة الهجرة المعروفة بـ”غرين كارد“، في أعقاب حادث إطلاق نار شهدته جامعة براون، يشتبه في تورط شخص حصل سابقا على الإقامة الدائمة عبر هذا البرنامج.
وبحسب المعطيات التي أعلنتها السلطات الأميركية، فإن المشتبه به، كلاوديو نيفيش فالينتي، وهو مواطن برتغالي يبلغ 48 عاما، نفذ يوم 13 دجنبر الجاري هجوما مسلحا داخل أحد مرافق جامعة براون أثناء فترة الامتحانات، ما أسفر عن مقتل طالبين وإصابة تسعة آخرين بجروح. كما يواجه اتهامات إضافية تتعلق بإطلاق النار، بعد يومين من الحادث الأول، على أستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) داخل منزله في بروكلين، ما أدى إلى وفاته.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، إن المشتبه به دخل الولايات المتحدة سنة 2017 عبر برنامج تأشيرة التنوع (DV1)، وحصل لاحقا على تصريح إقامة دائمة، معتبرة أن دخوله إلى البلاد “ما كان ينبغي أن يتم”. وأوضحت أن القرار جاء بناء على توجيهات مباشرة من الرئيس ترامب، مشيرة إلى أن تعليق البرنامج يهدف إلى تفادي مخاطر أمنية محتملة.
ويتيح برنامج قرعة “غرين كارد” سنويا منح نحو 55 ألف تصريح إقامة دائمة لمواطني دول تصنّف ضمن البلدان ذات معدلات الهجرة المنخفضة إلى الولايات المتحدة، وفق ما تؤكده وزارة الخارجية الأميركية.
من جانبها، أفادت المدعية الفدرالية ليا فولي بأن نيفيش فالينتي سبق أن درس بجامعة براون بتأشيرة طالب من فئة F1 خلال الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2001، قبل أن يحصل لاحقا على صفة مقيم دائم بصفة قانونية، دون تقديم تفاصيل إضافية حول المسار الذي قاده إلى ذلك. كما أشارت إلى أنه تابع دراسته الجامعية في البرتغال خلال الفترة نفسها التي درس فيها الأستاذ القتيل نونو لوريرو.
وأكدت الشرطة الأميركية أن المشتبه به عثر عليه منتحرا داخل وحدة تخزين بولاية نيوهامشير، إلى جانب سلاحين ناريين، بعد عملية بحث استمرت عدة أيام. وأوضح قائد شرطة بروفيدنس أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المعني بالأمر تصرف بمفرده، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الجارية لتحديد الدوافع الحقيقية وراء الهجومين.
وفي السياق ذاته، أعلنت رئاسة جامعة براون أن ستة من المصابين ما زالوا يخضعون للعلاج في المستشفى في حالة مستقرة، فيما غادر ثلاثة آخرون بعد تحسن وضعهم الصحي، مؤكدة أن الحادث خلف حالة من الصدمة والحزن داخل الحرم الجامعي وأثار نقاشا واسعا في الأوساط الأميركية حول سياسات الهجرة والأمن.
