بقلم : أمينة لامة/ صحفية متدربة
مما لاشك فيه كل من قرأ هذا العنوان ستتبادر إلى ذهنه إجابات عدة حسب منظوره الخاص ومن زاويته التي هو مقتنع بها تمام الاقتناع وهذا مايسمى بالاختلاف والاختلاف رحمة وهو سنة الله على أرضه .
هذا السؤال هل الطلاق حلا؟ أثار جدلا طويلا وعريضا بين عدد كبير من مختلف الشرائح بالمجتمع العربي بالضبط مجتمعنا المغربي من فاعلين جمعويين وسياسيين محليين ومجتمع مدني ومسؤولين بالبلاد وعلماء دين فمنهم مؤيد للطلاق على أنه هو الحل الوحيد إن لم يوجد توافق ظاهر ودائم بين الطرفين يعني الزوج والزوجة معللا ذلك بالحديث النبوي : (أبغض الحلال عند الله الطلاق ) وبين معارض ينعت الطلاق بالشرخ الهدام للأسر معللا قوله تعالى بالآيتين الكريمتين : (والصلح خير)(إن الله مع الصابرين) ، مشيرين إلى النتائج المهول من الطلاق والحصيلة المفزعة التي وصل إليها المغرب حيث وصلت نسبة الطلاق إلى 1000 حالة في السنة فالامر إذا كارثة اجتماعية سببها انعدام التحاور والمسؤولية زائد الفقر مع غياب الوعي والتسامح والبعد عن الدين ، وفشل المحاولات التشريعية القضائية القانونية ، أما حسب تطبيق قانون الاسرة فقد عرفت أحكام التطليق بأنواعه ارتفاعا مهولا حسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة العدل من 7213 حكما سنة 2004 إلى 46801 حكم طلاق سنة 2016 وبعد هذه الإحصائيات الصادمة نعيد السؤال المطروح هل الطلاق حل ؟ علما أن الأزمة أزمة منهاجية والرؤيا تحتاج إلى ترتيب جهود وتفعيل قوانين ،أما إذا ما نظرنا إلى فلسفة الواقع نجد أن كلا الطرفين الزوج والزوجة على صواب فكل ينظر للموضوع من زاويته وتجربته وقناعاته ففي الوقت الذي ينظر فيه الآخر إلى العدد تسعة من جهته ينظر الطرف الثاني الى نفس العدد على أنه ستة من زاويته هو ، والمهم من هذا وذاك ماهي الحلول التي هيأناها للعلاج والتوافق حتى نرى جميعنا من زاوية واحدة وحتى لانقع في الخلاف الذي يؤدي ألى الانفصال ؟ وحتى إن وقع ماهي التدابير الحلول المهيأة لكلا الطرفين نفسيا وروحيا وماديا ومعنويا ، تقول إحدى المطلقات جوابا على السؤال هل الطلاق حلا : بالنسبة إلي كان الطلاق في حياتي حلا ففي الوقت الذي انكسر فيه قلبي بالطلاق أحسست مع هذا الانكسار بقوة كبيرة وتأكدت أن قلبي انكسر ليخرج منه عطاء مخبأ فيه ليخرج خبرة جديدة في حياتي ليكبر عقلي ويتغير مستوى وطريقة تفكيري يجب أن تكون مع احزاني وانكساري تفاءل ولو أنني صعقت من غير سابق إنذار حان الأوان ان أقول عن جدارة واستحقاق إن مثلي مثل تلك القارورة للعطر التي انكسرت ليفوح عطرها ويعم أرجاء العالم بعبق كثافته يملأ الكون بأسره حبا لاكرها.
فلاتحزني عند طلاقك ، لأن الله يريدك أن تكوني أفضل ولو انكسر قلبك فانت امرأة قوية أنت الأم والزوجة والأخت والعمة والخالة بك الكون عظيم متين له معنى وكيان .
لنحافظ على دعائم أسرنا المتينة وإن كان ولابد من الطلاق فليكن طلاق حل لذهاب أحزان ونزاعات قلوبنا الرهيفة في غنى عنها وليكن الانكسار انكسار سويعات لاغير ، انكسار قارورة عطر فواح يملأ الكون حكمة وعقلانية به تستمر الحياة ،( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ).
موضوع الساعة هل الطلاق حل ؟…!!!
كتبه كتب في 24 يوليو، 2019 - 11:06 مساءً
مقالات ذات صلة
13 يناير، 2025
حين يضيق الأفق في مرآةٍ واسعة.
بقلم…معاذ فاروق هناك، في صمت اللحظات الثقيلة، حيث يتصارع الضوء مع امتداد الظل، تبدو الحياة كأنها ساحة لصراع أزلي لا [...]
13 يناير، 2025
فرنسا والجزائر، قضية المؤثرين،القشة التي قسمت ظهر البعير.
بقلم..عبد السلام اسريفي/ رئيس التحرير فبعدما كان يتعلق بـ”خلاف سياسي” حول موقف باريس المستجد من قضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم [...]
12 يناير، 2025
قد نختلف.. لكن لماذا ؟؟
بقلم…محمد الموستني قد يعجز الافراد عن اداره الاختلاف في مجتمعات ينتمون اليها وتفتقد التعدديه التي تعتبر رافدا من روافد الديمقراطيه، [...]
9 يناير، 2025
” مكاسب الدبلوماسية الملكية الحكيمة تكريس لتسريع وتيرة الطي النهائي لملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية “
بقلم الأستاذ/ الكاتب الحسن لحويدك رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب. بناء على العديد من المعطيات ، شهدت [...]