انتشرت بشكل كبير بعض الصفحات التي تهتم بمتابعة سير عمل المنتخبين ومصالح الادارة الترابية، لكن بطريقة لا تخلو من النقد بعيدا عن التصفيق والتهليل لبعض الانجازات
الامر الذي لم يستسغه مسؤولوا هذه الادارات وعبروا عن غضبهم من هذه المبادرات ، بدعوى انها تساهم في احباط المنتخبين، وتسعى لنشر اليأس في صفوف المواطنين
وهو ما يدفعنا الى المساهمة في النقاش حول هذا الامر، حتى تتجلى بعض الحقائق ونساهم في تصحيح بعض المفاهيم
اولا يمكن القول ان اغلب الصفحات الفايسبوكية هي مبادرات ذاتية لمواطنين غيورين على مدنهم ، ويسعون من خلالها الى تجسيد الوثيقة الدستورية والخطب الملكية اللتان تؤكدان على دور المجتمع المدني في النهوض بالتنمية، فلا تنمية بدون بدون مقاربة تشاركية
ثانيا الدستور يربط المسؤولية بالمحاسبة ، والمنتخب شخص مسؤول عن تدبير الشان العام ، ومن حق الشعب محاسبته ، وانتقاد ادائه ، وليس من واجبه التصفيق والتهليل للانجازات ، فهو منتخب من اجل تحقيق هذه الانجازات ، والخبر هو عدم انجازها ولماذا لم تنجز؟ ولماذا تأخر الانجاز؟ وهل ما تم انجازه يلبي تطلعات المواطنين
لكن الملاحظ ان تفاعل المسؤولين في مدينة مثل الدارالبيضاء مع هذه الصفحات ليس بالشكل المطلوب ، ويقتصر على محاولة منافسة المدونين من خلال نشر انجازات هنا وهناك بدل التفاعل مع المشاكل المطروحة وايجاد حلول لها
اين الخلل ؟ الخلل واضح من خلال ضعف الالة التواصلية لهذه المؤسسات سواء الجماعة او المقاطعة او العمالة او حتى الولاية، وهنا يمكن ان نقف على اهمية التواصل في هذه المؤسسات ، زيارة بسيطة لهذه المؤسسات تجعلك على ثقة بان مسألة التواصل مع المواطن اخر اهتمامات المسؤول ، الكل يعمل بمنطق “الله ادوز سربيسك على خير”
بعض المؤسسات تتوفر على سوى مسؤول تواصل واحد(هذا ان وجد اصلا) مهمته متابعة انشطة المسؤول وتحرير التقارير ومراسلة الجرائد والمواقع لحضور انشطة المسؤول، لا يمكن ان نتهم مسؤولي التواصل بالتقصير ، لكن يمكن القول بأن الامور تفوق طاقاتهم واحيانا مؤهلاتهم (عند البعض)
اعتقد الحل في تقوية الالة التواصلية لهذه المؤسسات، بالعنصر البشري واللوجستيكي ، للقيام بدور المبادرة والتفاعل مع المشاكل ، عبر قنوات للتواصل جهوية او محلية ، فعندما تغيب المعلومة الرسمية ، تحضر الاشاعة وتنتشر
من جهة اخرى هناك مطالب بان يخرج هؤلاء المسؤولون من سباتهم للتواصل والتفاعل بعيدا عن الخرجات الرسمية الغارقة في لغة الخشب ، انذاك سيتعامل المنتخب مع المشاكل بشكل مباشر وهي فرصة له لاظهار “الحداكة” في التدبير ، وسينعكس سلوكه هذا على المواطن بالثقة في مؤسساته
الثقة صناعة مشتركة بين المسؤولين والمواطن ، هذا الاخير الذي يجب ان يرقى بخطابه في النقد ، والا يستغل فضاء الحرية في تصفية الحسابات