من يحكم الجزائر؟

نشر في: آخر تحديث:

بقلم: عبد السلام اسريفي/ رئيس تحرير

كثيرة هي المحطات التلفزية والمنابر الاعلامية العالمية الحرة والمتخصصين ،يعتبرون أن الجزائر يحكمها العسكر ،وبالضبط الجنرال سعيد شنقريحة،الذي عينه الرئيس عبد المجيد تبون بعد وفاة قائد الصالح.

وسعيد شنقريحة،المعروف بعدائه للحراك الشعبي،يعتبر المغرب العدو الكلاسيكي،الذي يجب محاربته وتقزيم دوره اقليميا،لذلك نجده دائما يجتهد في تلفيق التهم والدفع بالرئيس تبون لتبني أطروحته الانفصالية،التي تعتمد مقاربة قديمة في معالجة النزاعات الإقليمية إن وجدت أصلا.

وفي هذا الصدد ،يشير المختص في العلوم السياسية محمد هناد إلى أن أهم الأسئلة التي يجب طرحها في الجزائر الآن هي من يدير البلاد من خلف الكواليس؟ ويرى أن النظام الجزائري في الواقع “صندوق أسود” يحوي أصدقاء تبون وضباطا رفيعين وسياسيين ورجال أعمال بلا رحمة، يشكلون معا “دوائر متشابكة وأحادية المركز”.

وثبتت الوقائع ،أن كل القرارات التي يتخذها ما يسميه العسكر- بمجلس الأمن- ،ولا حتى مجلس الأمة الجزائري،يقف من ورائها شنقريحة،الذي،لا زال يحلم بالامتداد في افريقيا وبالجزائر العظمى،متناسيا،أن الأدوار الموزعة حديثا،بعثرت الأوراق، ورسمت واقعا جديدا بالمنطقة.

والمتتبع للتهم التي وزعتها الجزائر زورا على المغرب،انطلاقا من حرق غابات القبائل وصولا الى قتل ثلاث جزائريين بالصحراء مؤخرا ،يقتنع ،كون العسكر فعلا فقد البوصلة،ويلهث وراء سراب،معتقدا،أن الهروب إلى الأمام وخلق عدو خارجي كفيل بإلهاء وإسكات الشعب الجزائري،الذي لا يهتم بالصراع مع المغرب،بقدر ما يهتم بمعيشه اليومي،وبالخبز والماء والحليب والبطاطا…

ورغم أن العالم كشف المسرحية المفبركة للعسكر،لا زال شنقريحة،يلهث وراء حيل خبيثة ،يقنع بها الشعب الجزائري،بل يتعمد الى استعمال بعض المناسبات الغالية لدى الجزائريين،لتجييشهم وزرع الكره في قلوبهم اتجاه المغرب،لكن،ما لا يعرفه هذا القائد العسكري،هو أن العالم اليوم يعتمد على تقنيات حديثة،تكنولوجيا متطورة،لا يمكن أن تنطلي عليه حيل تعود للستينات.

حيث أنه،من الواضح،وحسب مصادر كثيرة،فأغلب دول العالم،وحتى التي راسلها العمامرة بخصوص ما يسمونه بالاعتداء المغربي على مدنيين في قلب الصحراء،متأكدة،أن الجزائر تحاول لفت انتباه المجتمع الدولي،والتأثير عليه،خاصة بعد القرار الأخير لمجلس الامن،الذي أسكت قلب العمامرة،وقلل من نشاطه في افريقيا،والاعتراف المتزايد لدول العالم بمغربية الصحراء،كلها عوامل أفقدت الجنرالات عقولهم،ولم يعودوا يميزون ما بين الضرب بالصواريخ والحرق بالبنزين.

هذا،في الوقت الذي يقف فيه الرئيس / الواجهة،مكتوف الأيدي،لا حول ولا قوة له،أمام قوة الآلة العسكرية،التي جاءت به الى الرئاسة ،رغم أن الشعب الجزائري،عزف عن التصويت،فتبون،مجرد آلة مسخرة في يد شنقريحة وأتباعه ،لدرجة أنه لا يستطيع اتخاذ أي قرار دون الرجوع الى قائد الأركان،الحاكم الفعلي للشقيقة الجزائر،والذي حسب تقارير إعلامية عالمية،استنفذ كل خططه،ولم يتبقى له سوى الانتحار من خلال إشعال حرب افتراضية،الهدف منها،توجيه اهتمام الجزائريين،وإعطاء الشرعية للدولة لفرض حالة الطوارئ،ومنع الحراك الشعبي،المنادي بتغيير نظام الحكم،وإجراء انتخابات حرة ونزيهة،ينبثق عنها مجلس أمة مسؤول وحكومة مدنية،قادرة على انتشال الشعب من براثن الفقر والعوز والتهميش.

اقرأ أيضاً: