الرئيسية آراء وأقلام إيران تقصف قاعدة أمريكية في قطر… ورسائل “خروج مشرّف” تمهد لاتفاق سلام؟

إيران تقصف قاعدة أمريكية في قطر… ورسائل “خروج مشرّف” تمهد لاتفاق سلام؟

681b55d4f6
كتبه كتب في 24 يونيو، 2025 - 12:21 صباحًا

بقلم:عبد السلام اسريفي
في تطور دراماتيكي ينذر بتحولات وشيكة في مسار التوترات بالشرق الأوسط، أعلنت طهران أنها نفذت ضربة صاروخية استهدفت قاعدة أمريكية في قطر، ردًا على القصف الذي طال أحد منشآتها النووية في الأيام الماضية. الإعلان الإيراني أثار موجة من التساؤلات والجدل، خصوصًا في ظل تقارير إعلامية وأمنية أفادت بأن كلاً من قطر والولايات المتحدة كانتا على علم مسبق بهذه الضربة، وحتى إسرائيل كانت مطلعة على تفاصيلها.

ضربة محسوبة… لا تخرج عن قواعد اللعبة

رغم ما تحمله الضربة من طابع هجومي، فإن محللين استبعدوا أن تكون هذه العملية تصعيدًا حقيقيًا. ويرى الخبير في الشؤون الأمنية، الدكتور فادي عبد الله، أن “إيران تعلم تمامًا أنها لا تستطيع الدخول في مواجهة مباشرة مع القواعد الأمريكية في الخليج، خصوصًا في قطر، التي تُعتبر حليفًا مهمًا لها على مستوى الغاز والشراكات الإقليمية غير المعلنة”.

ويضيف: “كل المعطيات توحي بأن الضربة كانت متفقًا عليها أو على الأقل تم التنسيق بشأنها لتمر دون خسائر بشرية، وتحقق أهدافًا سياسية أكثر منها عسكرية”.

السياق الأوسع: هزيمة ثقيلة وضرورة حفظ ماء الوجه

تأتي هذه الضربة بعد أسبوع دامٍ شهد تنفيذ إسرائيل والولايات المتحدة سلسلة ضربات وصفت بـ”الجراحية والعنيفة” استهدفت البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، ما أدى، بحسب مصادر استخباراتية غربية، إلى تدمير منشآت حساسة وتأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات.

ويرى محللون أن “الرد الإيراني”، حتى لو كان شكليًا أو محدود الأثر، ضروري لنظام الجمهورية الإسلامية لتجنب الانهيار المعنوي الداخلي، ولإرسال رسالة إلى حلفائها في المنطقة بأنها لا تزال “قادرة على الرد”، ولو ضمن حدود اللعبة السياسية المتفق عليها.

قطر: بين الحياد الإيجابي والدور الخفي

أثارت مشاركة قطر في هذا السيناريو استغراب البعض، خصوصًا أن الدوحة تعتبر من أبرز الوسطاء الإقليميين، وتحتضن على أراضيها أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة. لكن مراقبين يرون أن قطر لم تكن مستهدفة كدولة، بل استُخدمت أراضيها كرمز للنفوذ الأمريكي، في عملية محدودة التأثير العسكري ولكن ثقيلة الرسالة السياسية.

كما أن التنسيق الإيراني القطري، الذي يبرز بوضوح في ملفات مثل أفغانستان ولبنان وسوريا، يجعل من المستبعد أن تسمح طهران بتهديد مصالح الدوحة الحقيقية.

رسائل ترامب ومؤشرات “صفقة قادمة”

اللافت أيضًا في هذا السياق، تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تحدث علنًا عن ضرورة “منح إيران مخرجًا نحو السلام”، مؤكدًا أن “الوقت قد حان لإنهاء هذا الصراع العبثي”، في إشارة ضمنية إلى وجود مفاوضات سرية أو على الأقل رغبة أمريكية في إنهاء التوتر عبر تسوية.

كما ألمح مسؤولون أمريكيون إلى أن واشنطن لا تسعى إلى حرب شاملة، بل تهدف فقط إلى ردع طهران ودفعها للعودة إلى الاتفاق النووي وفق شروط أكثر صرامة.

خلاصة: حرب بأدوات سياسية؟

في ضوء ما سبق، يبدو أن “الضربة الإيرانية” لقاعدة أمريكية في قطر ليست بداية لحرب إقليمية مفتوحة، بل هي خطوة ضمن استراتيجية محسوبة، تهدف إلى:

حفظ ماء الوجه بعد ضربات موجعة.

إعادة التوازن في المشهد الداخلي الإيراني.

إرسال رسالة للداخل والخارج بأن إيران “ما زالت في اللعبة”.

التمهيد لمفاوضات تقود إلى تهدئة شاملة، ربما بوساطة إقليمية (قطر، عمان، تركيا).

فهل نحن أمام نهاية جولة من التصعيد، أم بداية لمرحلة جديدة من “السلام الموقت” وفق شروط المنتصر؟ الأيام المقبلة كفيلة بتقديم الإجابة.

مشاركة