مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف العربية ليوم الثلاثاء 18 يونيو 2019

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة – هيئة التحرير

سلط عدد من كبار كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء الضوء على عدد من الموضوعات التي تشغل الرأي العام، ومنها تطورات الأوضاع في منطقة الخليج العربي، وإطلاق الحكومة الإسرائيلية اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مستوطنة بالجولان المحتل.ففي مقاله بصحيفة (الأهرام) قال الدكتور مصطفى الفقي: “لا نكاد نرى في عالمنا المعاصر أمة جرى استغلالها واستنزاف معظم ثرواتها مثلما هو الأمر بالنسبة للأمة العربية، والسبب ببساطة أنها رضيت أن تعيش خارج دائرة العصر وأن تقبل بما لم يقبل به غيرها، إنها الأمة التي تتغنى بالأمجاد ولا تكاد تدرك أن الدنيا تجرى وأن معطيات اليوم هي تراث للغد، فلم يعد ممكنًا أن يتوهم البعض أن حالة الثبات هي محافظة على الواقع واستسلام له، إذ إن الأمر مختلف تمامًا، فحالة الثبات مستحيلة تمامًا في حالة العوم ضد التيار حيث يستحيل تحقيقها”.وأضاف – في مقاله الذي جاء تحت عنوان “أحلام العرب وصدمات الواقع” – أن العرب يجدفون دائمًا ضد التيار، فالواقع يختلف كثيرًا عن التصورات التي سبقت والأحلام التي مهدت إليه والرؤى التي نجمت عنه، متابعا: “نحن أمة عانت طويلًا التدخل الأجنبي والنفوذ الخارجي وسطوة القوى الاستعمارية على امتداد القرون الماضية، ومع ذلك فإنه لا توجد لدينا طاقة سلبية للكراهية تجاه من أساءوا إلينا، بل إننا نشعر أحيانًا بأن ما جرى لنا هو جزء من تاريخنا الذي لا مناص منه ولا نكوص فيه”.وتابع “إن تاريخنا الحديث ليس منفصلًا عن تاريخ العالم حولنا، فهناك شعوب أخرى وأمم متعددة واجهت موجات التخلف والقهر مما أدى بها إلى الغياب عدة قرون من صفحات التاريخ وتاهت في مجاهل ظروف معقدة، لقد عرفت الصين (حرب الأفيون) واستغرق الهنود في (مسيرة الملح)، أما نحن العرب فقد وقعنا أسرى للعنتريات ومضينا في التغني بالأمجاد وترديد الأشعار والأذكار عبر عصور مظلمة، وقبلنا أحيانًا سطوة الأجنبي ونفوذ الدخيل فتكونت لدينا مركبات نقص تعمقت جذورها في أحشاء الأمة وضمير شعوبها فأصبحنا نقبل ما لا يقبله غيرنا ونرضى بما رفضه سوانا، وعندما هبطت الثروة النفطية أحدثت فجوة كبيرة بين أقطار الأمة وأثارت الأطماع فينا، إلى أن جرى غرس إسرائيل في قلب الخريطة العربية كمرصد دائم يستنزف قدرات العرب ويحول دون تفرغهم لتحدي البناء الحضاري والبحث العلمي، وهنا تكونت الهوة السحيقة التي فصلت بيننا وبين الأمم المتقدمة والدول الناهضة، إنه مركب استعماري بالدرجة الأولى ولكن تاريخنا الثقافي سمح له بأن يمضى ليكبل الإرادة العربية ويعوق الفكر القومى ويجعلنا نرضى بأوضاعنا المتخلفة على اعتبار أن ذلك هو قدرنا الذى يجب أن نرضى به ونتعايش معه”.وأشار إلى أن الفهم المغلوط للعقيدة الدينية قد أدى بنا إلى حالة من العزلة والهجرة الزمانية لعصور ماضية ولم ننتبه لبساطة الإسلام واتساع الآفاق في روحه السمحاء ومقاصد شريعته الغراء، ثم وفدت علينا موجات إرهابية حاولت توظيف الإسلام السياسي لخدمة أهداف لا تمت للإسلام وللعروبة ولا للإنسانية بصلة، وكان قدر دولة مثل مصر أن تواجه ذلك التحدي الجديد والخطير ببسالة في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة وأوضاع إقليمية معقدة ومجتمع دولي يكتفى دائمًا بالإدانة والشجب.بدوره، سلط الكاتب محمد بركات – في عموده “بدون تردد” بصحيفة (الأخبار) – الضوء على الأوضاع في الخليج، وقال إنه منذ الأيام الأولى لشهر مايو الماضي وحتى الآن في منتصف يونيو الحالي، والعالم بكل دوله وشعوبه، يتابع بترقب مشوب بالقلق ما يجري من تطورات متصاعدة ومتسارعة للمواقف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ودول الخليج.وأشار إلى أن التصاعد والتسارع في وتيرة التطورات بدأ في أعقاب الإعلان الأمريكي، عن رصدها لترتيبات وتجهيزات إيرانية، لعمليات عدائية هجومية على المصالح والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وما تلا ذلك مباشرة من إرسال حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” ومعها العديد من القطع الحربية إلي منطقة الخليج لمواجهة الأخطار المحتملة أو المتوقعة.وأضاف أن التطورات ازدادت تصاعدا وحدة، في ظل ارتفاع موجات التهديدات المتبادلة على الجانبين الإيراني والأمريكي، في ظل التصريحات الحماسية الصادرة عن أعمدة النظام الإيراني والحرس الثوري، التي توعدت بضربات موجعة للقوات الأمريكية وقواعدها بالمنطقة.. كما ازداد الموقف حدة بتلويح إيران المتكرر بنيتها إغلاق المضايق البحرية، ومنع مرور ناقلات النفط من منطقة الخليج كلها إلى العالم، وهو ما اعتبرته دول الخليج العربي وكذلك واشنطن تهديدا مباشرا، يستوجب الردع ويتطلب الرد.وتابع بركات قائلا: “وطوال الأيام المنصرمة من مايو الماضي ويونيو الحالي، مرت في منطقة المضايق مياه كثيرة، وجرت على السواحل أحداث ووقائع عديدة، مثلت خطرا مباشرا لحرية الملاحة في المياه الدولية، وهو ما أدى إلى اشتعال المواقف وتوقع الصدام”.وأوضح أنه رغم ارتفاع معدلات القلق والتوتر بالمنطقة والعالم، وزيادة احتمالات تفجر الأوضاع وانزلاقها نحو الصدام المباشر، فإننا نلمس ونتابع الآن حرصا متزايدا من كل الأطراف سواء إيران أو الولايات المتحدة أو دول الخليج، على الإعلان المؤكد والمستمر بأن أحدا منهم لا يسعى إلى الحرب ولا يريدها.أما الكاتب ناجي قمحة فقال في عموده “غداً.. أفضل” بصحيفة (الجمهورية) إن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية أطلق اسم “هضبة ترامب” على مستوطنة جديدة أقامتها إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وخاطب نتنياهو سامعيه في الاحتفال المقام بهذه المناسبة مستذكرا الأفضال التي أنعم بها الرئيس الأمريكي ترامب على إسرائيل واصفا إياها بأنها غير مسبوقة من أي رئيس أمريكي آخر مما يستحق معه إطلاق اسمه على المستوطنة التي هي في نظر العالم عمل خارج علي القانون الدولي وخارق للمواثيق الدولية وجريمة عنصرية ضد الإنسانية.وأضاف – في مقاله الذي جاء تحت عنوان “ترامب.. هل يهدي إسرائيل ولاية أمريكية؟” – “لقد قدم ترامب القدس العربية المحتلة، والجولان السورية المحتلة، ويعلن اليوم حقها في ضم أجزاء مختارة من الضفة الغربية المحتلة، مما يعتبره الإسرائيليون هدايا مشكورة تنهال عليهم كالمطر من الرئيس الأمريكي الذي يبدو ويتصرف وكأنه علي استعداد لمنح إسرائيل حق ضم ولاية أمريكية إذا كان ذلك ضروريا لنيل رضاء القوي الصهيونية النافذة في الولايات المتحدة الأمريكية وهي على أبواب انتخابات رئاسية جديدة تحدد مستقبل ترامب مثير الانقسامات في المجتمع الأمريكي مثير الاضطرابات في المجتمع الدولي المرضي عنه فقط في إسرائيل قاعدة الاحتلال والعدوان الخارجة علي القانون والدولة الأولى المارقة في هذا العالم”.

اقرأ أيضاً: