إقليم الخميسات، أكبر إقليم في جهة الرباط-سلا-القنيطرة من حيث المساحة والتعداد السكاني، يعاني من أزمة صحية خانقة في ظل نقص حاد في البنية التحتية الصحية والخدمات الأساسية. منذ انطلاق أشغال بناء المستشفى المتعدد الاختصاصات سنة 2017، تأمل الساكنة في تحسين الوضع الصحي بالإقليم. المشروع، الذي خُصصت له مساحة 7 هكتارات، كان من المفترض أن يُنجز خلال ثلاث سنوات ليضم أقسامًا حيوية مثل أمراض الأم والطفل، الجراحة، مختبر التحاليل، الترويض، التشخيص، الولادة، وغيرها من المرافق.
رغم مرور أكثر من سبع سنوات، لم يتم إنجاز سوى جزء صغير من المشروع، بينما توقفت باقي الأشغال لأسباب مجهولة. هذا التأخير ترك الإقليم يعاني من وضع صحي مزرٍ، حيث أصبح المستشفى المحلي غير قادر على تقديم الخدمات المطلوبة، ويصفه السكان بأنه “كارثي” نظرًا لضعف التجهيزات والنقص الكبير في الأطر الطبية وشبه الطبية، بالإضافة إلى غياب تخصصات أساسية.
أمام هذا الوضع، يُضطر المرضى إلى التوجه نحو المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، في رحلة شاقة ومكلفة مادياً ونفسياً. بالنسبة لساكنة الإقليم، خاصة من يقطنون في المناطق القروية النائية، يشكل هذا الحل المؤقت عبئًا إضافيًا على حياتهم اليومية، مما يزيد من تفاقم معاناتهم.
الإقليم، باعتباره الأكبر في الجهة، يحتاج إلى تدخل فوري وفعال لتسريع استكمال مشروع المستشفى المتعدد الاختصاصات، وتعزيز البنية التحتية الصحية التي تليق بحجم ساكنته ومساحته. الساكنة تطالب الجهات المسؤولة بالوفاء بالتزاماتها وتحقيق العدالة الصحية بما يضمن الحق الأساسي في الولوج إلى خدمات طبية لائقة وشاملة.
حفيظ المخروبي