الرئيسية غير مصنف محمد بنعبد القادر وزير العدل السابق: عمر عزيمان من رجالات الدولة و الشخصيات النادرة

محمد بنعبد القادر وزير العدل السابق: عمر عزيمان من رجالات الدولة و الشخصيات النادرة

6a4d8066 8d8c 49e2 8e41 d086851b4ac1
كتبه كتب في 7 ديسمبر، 2024 - 3:09 مساءً

عبر محمد بنعبد القادر وزير العدل سابقا عن اقتناعه بأن رجال الدولة نوع نادر للغاية، قد لا نتعرف عليه بسهولة ضمن ضبابية كثيفة من الضجيج الإعلامي والادعاء السياسي، وأضاف في معرض شهادته حول شخصية الاستاذ عمر عزيمان أن هذا الرجل لم يكن فقط يتصرف كرجل دولة خلال أكثر من ثلاثة عقود إلى يومنا هذا، وإنما ظل ولازال يرسم ببصماته المشهودة صورة أنيقة متألقة لما يتعين عليه أن يكون رجل الدولة في مغرب اليوم.

جاء ذلك في سياق تكريم المستشار الملكي عمر عزيمان، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، خلال حفلٍ مميزٍ حضره بالرباط عدد من المسؤولين والشخصيات البارزة، حيثُ قُدّم له كتابٌ يضم شهاداتٍ تُبرز دوره الريادي في مجال حقوق الإنسان ومساهماته البارزة في نجاح ورش العدالة الانتقالية بالمغرب.
وزير العدل السابق محمد بنعبدالقادر ذكر في شهادته المنشورة ضمن هذا الكتاب أن المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني عندما عين السيد عمر عزيمان وزيرا منتدبا لدى الوزير الاول مكلفا بحقوق الإنسان في نوفمبر 1993. كان واضحا أن جلالته عازم على الانخراط في سياسة الانفتاح، فكان الاستاذ عزيمان هو الرجل المناسب في المكان المناسب من أجل إطلاق دينامية جديدة لارساء دعائم هذا الانفتاح، غير أن هذا الرجل لم يكن فقط يحضر في البدايات التأسيسية للمسارات التي تطلقها الدولة، وانما كان أيضا في قلب المخاضات المؤسسة لفعل مدني جديد داخل المجتمع، حيث بادر مع ثلة من النشطاء الحقوقيين أمثال اليوسفي وأومليل وبناني واليزناسني والناصري،  إلى تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وفق رؤية جديدة للدفاع عن الحقوق والحريات والارتقاء بها، بعيدا عن أي توظيف سياسي أو هيمنة حزبية، سينتخب الرجل أول رئيس لهذه المنظمة قبل أن يواصل فيما بعد نفس الحضور المتميز في المجال الحقوقي، كوزير ثم كرئيس للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان، وكفاعل أساسي في الإرهاصات التأسيسية لتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة. و توقف محمد بنعبدالقادر عند بعض سمات شخصية الاستاذ عمر عزيمان وأسلوب اشتغاله خاصة فيما يتعلق بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية بخصوص تسريع وتيرة اصلاح منظومة العدالة، وسواء في طريقة تبليغه للتوجيهات الملكية السامية، أو في منهجية تتبع أجرأتها، فانه يصدر دائما عن إدراك عميق للرؤية الملكية، يميز بين الأساسي والعارض، ويضع نصب أعينه المصالح العليا لبلاده، جاعلا من حسه التاريخي، ومن فهمه للمغرب وتحولات العالم من حوله،بوصلته الحقيقية في أداء مهمته الاستشارية السامية.

ويختم المسؤول الحكومي السابق شهادته منوها بأن شخصية السي عمر المتميزة، تمتزج فيها قوة الحضور بهدوء رصين، و تضيء منها شعلة الذكاء في ظلال من الإنصات واللباقة، دقيق في أقواله وأنيق في أفعاله، بليغ في إشاراته ومخلص في ولائه. يضع دائما نصب أعينه تحقيق الهدف المنشود في الأوان المعلوم، دون أن يشغل باله بالسعي إلى أن ينتزع لنفسه مكسبا أو أن يربح رهانا.

مشاركة