الرئيسية آراء وأقلام ما الفرق بين اخرج تسنى على برا و أنتظر قليلا في الخارج من فضلك … !!!

ما الفرق بين اخرج تسنى على برا و أنتظر قليلا في الخارج من فضلك … !!!

60A87FE9 68C8 4B5A 8B20 5AC54B6D1317.jpeg
كتبه كتب في 17 أكتوبر، 2023 - 12:32 صباحًا

عزيز بنحريميدة

ما الفرق بين اخرج تسنى على برا و أنتظر قليلا في الخارج من فضلك … !!!
هي عبارات قد تصادفها في إحدى الإدارات أو المرافق العمومية أو الخاصة تخلف لديك انطباعا عن ذلك المرفق ككل ،انطباع يجعلك تحس إما بوطنيتك و كرامتك و اعتزازك بروح المواطنة الحقة ،أو تحس بالدونية و الحكرة و الاحتقار من موظف أو مسؤول متشطط يعتقد أن منصبه و كرسيه يسمح له بالاستقواء على العباد ويمارس شذوذه وساديتهم عليهم …!!!

عبارات صغيرة لها وقع و تأثير كالسحر تصدر من المسؤول أو الموظف تنم عن أصله و خلقه و نضجه إما إيجابا أو سلبا ما دفعني إلى كتابة هذه الأسطر هو فحوى اتصال من أحد الأصدقاء المحترمين يروي لي من خلاله ما تعرض له من تعامل فظ من شخص يفترض فيه أن يكون قدوة و مثالا للموظف المحترم الخلوق لعدة اعتبارات منها منصبه ومنها الجهاز الذي ينتمي إليه و الذي أنشأ أساسا لخدمة رعايا صاحب الجلالة دون تمييز، أو إحتقار، أو إهانة، فالكل سواسية أمام القانون.

هذا الصديق الذي كان برفقة زوجته لقضاء غرض إداري ،و بحكم أنها تجهل الكتابة و القراءة فقد رافقها للقيام بهذا الغرض ،و بمجرد دخوله للمكتب المنشود فجأه المسؤول عن هويته و سبب حضوره ، وبكل أدب ولباقة ولياقة أجابه الصديق وبعد تقديم نفسه بما يجب و تقتضيه أساليب اللياقة و الأدب أنه جاء برفقة زوجته لجهلها القراءة و الكتابة فجاءه الرد الصادم من المسؤول” اخرج برا ” بطريقة كلها استعلاء و تجبر و تسلط أصابته بالدهشة و الدوار حتى تمنى أن تنشق الأرض و يختفي بين أعماقها ، إحساس بالإهانة و المهانة ما بعده إهانة و أمام من ؟ أمام الزوجة وكلنا ذاك الرجل الذي يحب أن تراه زوجته موضع احترام و تقدير .

خلاصة القول ما الفرق بين اخرج تسنى على برا و أنتظر قليلا في الخارج من فضلك … !!!

هل حققت أيها المسؤول ساديتك و جبروتك بمثل هذا التعامل الفج الفظ العقيم الذميم الذي ينم عن معدنك، وأصلك و خلقك و أخلاقك هل هذه هي اللباقة و اللياقة التي تقابل بها من هم أعلى منك مرتبة و أعلى منك منصبا أم تتعالى فقط على البسطاء من أبناء الوطن الشرفاء، فلابأس أن أذكرك بحديث رسولنا الكريم عليه افضل الصلوات و السلام “إنَّ الرجلَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ لا يرى بها بأسًا يهوي بها سبعين خريفًا إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ”.

رسالتي لك أيها الموظف او المسؤول ولكل من هم على شاكلتك و طينتك المغرورة إعلم أنك مسؤول أمام الخالق مالك الملك قبل أن تكون مسؤولا أمام رؤساءك فاتقي الله في العباد و اسأل الله حسن الختام يوم لا ينفعك لا جاه و لا منصب و مال الا عملك إن كان صالحا و ما أظنه بهكذا تعامل يكون صالحا فإنك تملأ صحيفتك بحقد الاخرين عليك من تصرفاتك و استعلاءك و عنجهيتك الغير مبررة المتسترة وراء منصب زائل كان لغيرك لسنوات و تركوه إما مرغمين و إما ملزمين.

انا هنا لست لأعطيك الدروس فلربما أنت أكثر مني علما و أكبر مني منصبا و إنما فقط لأذكرك أنك بكلمة صغيرة لم تلقي لها بالا أسأت فيها لنفسك و لمنصبك و لجهازك ، لو عكستها إيجابا ربما كنت ستعود لمنزلك محملا بدعوات الخير والتيسير وتكون ممن قال فيهم نبينا الكريم ((يُحشر قوم من أمتي يوم القيامة على منابر من نور، يمرُّون على الصراط كالبرق الخاطف، نورهم تشخص منه الأبصار لا هم بالأنبياء، ولا هم بصدِّيقين، ولا شهداء، إنهم قوم تُقضى على أيديهم حوائج الناس)).

مشاركة