الرئيسية آراء وأقلام ما السبيل إلى تحريرنامن كمّاشة “الفقهانيين”!!!

ما السبيل إلى تحريرنامن كمّاشة “الفقهانيين”!!!

IMG 20230706 WA0062
كتبه كتب في 6 يوليو، 2023 - 7:54 مساءً


إطار تربوي…محمد عزيز الوكيلي

هل نحن باستمرار في مفترَق طرق.. بين التقليدانية والعصرنة.. بمعنى أننا نقف في هذا المنعطف منذ مئات السنين؟ أو بالأحرى.. منذ سنوات قليلة خلت ولكنها تقاس على أرض واقعنا الرديء بمئات السنين!!

هل نحن مع التمسك بتراث الآباء رغم ما في ذلك من اتهام ضمني لنا باعتناق مبدأ: “هذا ما وجدنا عليه آباءنا وإنّا على آثارهم مهتدون” (الزخرف 22).. وهو اتّهام ربّاني ينبغي أن يُقامَ له ويُقعَد.. ومن شأنه أن تشيب لِهَوْلِه الوِلْدان؟!!

أم هل نظل مدمنين.. فحسب.. على ازدواجية الفكر والفهم والخطاب.. ولذلك نُبقي أقدامنا راسخةً في الاتجاهيْن معاً.. التقليداني.. السلفي.. والأصولي.. ونقيضه التنويري.. الذي يتميز بسمة غريبة كل الغرابة.. وهي قربه في آن واحد من فئتَي القرآنيين والعلمانيين.. والفئتان كما نعلم متعارضتين كل التعارُض.. ولكنهما معا يلتقيان في إخضاع كل ما يَرِد عليهما للعقل والمنطق!!!

هل نعتبر هذه الازدواجية نتاجَ غَرَقِنا.. في الماضي.. في أتون استعمار حاول بكل الوسائل طمس هويتنا وقطع شعرة معاوية بيننا وشيوخِنا وفقهائِنا لَمّا كان هؤلاء قناديلَ هدايةٍ تُضيء لنا سبل الكفاح ضد الاستعمار ذاته.. قبل أن يتحوّلوا إلى مشاتل لتخريج الانتحاريين.. ومحافل للإفتاء بمشروعية قتل بعضنا بعضا ونحن نرسم بكل غباء وبأصبعين اثنين شارة الانتصار.. ونصيح بملء فينا: “الله أكبر”.. يرددها القاتل والمقتول بنفس الحمية والهِمّة أمام كاميرات وسائل التواصل والهواتف الذكية.. التي هي أذكى من حامليها بكل تأكيد؟!!

أم أن علينا أن نقف ونفكّر ونقدّر.. ونعيد التفكير والتقدير.. لعلنا نجد مخرجا من دوخة أغرقنا فيها غربٌ متوحش مصاصٌ للدماء لا ضمير له ولا ذمة؟!!
أم ماذا؟!!

أليس الأهم من هذا كله.. أننا ينبغي أن نفيق من تلك الدوخة التي وضعَنا فيها ذلك الغربُ المنافق.. وأن نتيقّن بأنه لن تنفعنا إلاّ أظافرُنا وأنيابُنا لإيقاف النزيف المؤبَّد في خيراتنا ومُقَدَّراتِنا…
وهل نستطيع تحقيق ذلك إلا إذا فهمنا دروس التاريخ.. وانتقلنا إلى السرعة القصوى في مجال “إنتاج المعرفة”.. وتنمية “اقتصاد المعرفة”..
بدلا مما نحن عليه من الماضوية.. ومن الاستمرار في استهلاك المعارف التي ينتجها الغرب.. ويجود بها علينا.. بينما نحن ننعم في بحبوحة دَوْخَتِنا ومَاضَوِيَتِنا بكل أريحية؟!

أليس من الواجب علينا.. أولاّ.. أن نُسكِت الأصوات التي لا تزال تشدّنا إلى الوراء.. وأقصد مباشرةً.. وبكل صراحة.. فقهاءَنا المنشغلين بصبغ وتحفيف لِحَاهم.. وبمسائل جعلت “دينَ الله” يتحوّل إلى “دينِ بشر”.. كالحجاب المفترَى عليه.. وفتوى إرضاع الكبير.. والتداوي بأبوال الإبل وبالحبة السوداء.. أو بماء زمزم.. الذي اتضح أنه كان وما زال مجرد سلعة تجارية تُدِرّ ملايير الدولارات.. أو الإفتاء بالإفطار بسبع تَمْرات على الريق دفعاً لسم الأفاعي والعقارب ولكل الأمراض… إلى غير ذلك من الخرافات المنسوبة للنبي ظلما وعدواناً… النبي الأمّيّ الذي نسبوا إليه “طِبّاً نبوياً” جعلوا منه “ماركة مسجَّلة” يتربّحون من ورائها.. لأنهم في معظم الحالات مساهمون مجهولون في شركات تُنتِج وتُسَوِّق تلك المنتجات الخُرافية… التي يستحيل مع بقائها.. وبقاء أصحابها بيننا متربّعين على منابر الفخامة ومناصب الوجاهة.. أن نتقدم قيد شعرة إلى الأمام.. أسوة بأمم وصفها فقهاؤنا هؤلاء بالكفر.. وحكموا عليها من تحت عمائمهم.. ومن وراء لِحَاهم الكثّة والفجّة.. بمآل أسوَد لا مناص في تقديرهم من وقوعها في براثنه.. ما داموا هم الممسكين بصكوك الغفران.. في انتظار ظهور “مارتن لوثر جديد”.. في نسخة إسلامية!!
أمم.. أثبتَ الواقعُ أنها أفضلُ من فقهائنا ومنّا خبرةً بالدنيا.. أما الدين.. فقد حوّله هؤلاء إلى مأذونية للاستغلال.. يجنون بواسطتها أموالا طائلة…
ويكفينا النظر إلى قاماتهم الشامخة.. وفيلاتهم الشاسعة.. وسياراتهم الفارهة.. وبطونهم الثخينة.. وأيديهم الناعمة.. وإلى بوادر النعمة البادية عليهم.. حتى صار بعضهم يتنقّل في طائرات خاصة… لنتأكد بأنهم ليسوا إلا “أغنياء حرب عقيدية” يشنونها ظلما وعدوانا على كل من يخالفهم الرأي.. أو يزاحمهم فيما صاروا عليه من شهرة ونجومية فاقت شهرة ونجومية أكابر السينما.. وأبالسة كرة القدم.. في زمنٍ هو زمنُ كرة القدم بامتياز!!من رأى منكم عكس هذا فليُقابِلْني.. فأنا على استعداد لأثبت له صحةَ كلِّ هذا الذي قلتُه بالسبورة والخُشَيْبات!!!

مشاركة